للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

إذن فالأدب على أسوأ أحواله في بلاد الرافدين؛ وبغداد التي كانت في وقت مضى منبع الحكمة والأدب والشعر تنتظر بريد الأسبوع لتتلقف الصحف المصرية تلقفاً، وتغذي حاجتها من الأدب المصري، حتى لقد يعلم القارئ العراقي عن أحوال مصر الداخلية والخارجية وعن شخصيتها الكبيرة ما لا يعلمه عن أمور العراق الداخلية وما يتصل بمعاشه وحياته! وحتى بلغ الأمر بنا أن تعودنا الإطلاع على ما يخص العراق من مصادر خارجية، كأن ليس في البلد صحافة وصحفيون، وكأنه لا يعيش لأهله، ولا يعيش أهله له!

فإن كان الأستاذ (علي الطنطاوي) قد همه ألا تكون في (دمشق) حياة أدبية، فلست أجدني إلا مضطراً زيادة همه! فإننا في بغداد ننظر إلى دمشق بعين التطلع، وننتظر أن يصلنا منها ما يروي أرواحنا العطشى إلى الأدب! وإن كان حضرته ينعى عليها هذا الخلو والإقفار، فماذا سيقول عن عاصمة الرشيد؟

لو كان الوقت والمجال يسمحان بالتبسط في شرح بعض الأمور التي تتعلق بالحياة الأدبية في بغداد، كما نسمي هذا الموت تجوزاً بالحياة، لأطلعت القارئ على أحوال منه قد لا تسره، ولكني لا أكون بذلك إلا كالكاشف عن جيفة! فشكراً لضيق الوقت والمجال على حسن صنيعهما!

(بغداد)

عبد الوهاب الأمين

<<  <  ج:
ص:  >  >>