المتأثر بالإيحاء بعد أن ينقله إلى عالم حسه ويدعي أنه من أثر مشاهدته ومن أثر اقتناع حواسه ينأى بنفسه ويترفع عن أن يكون ذنباً لصاحب الإيحاء تابعاً له، فيدعي الاستقلال في الرأي والمشاهدة، حتى لقد يخدع صاحب الإيحاء، فيتأثر به صاحب الإيحاء، ويتناسى أن رأيه من أثر إيحائه
ولقد أتقنت وسائل الإيحاء للإعلان عن ممثلي وممثلات الصور المتحركة، كما أتقنت وسائل الإيحاء عندما تنشر دولة الدعوة العالمية ضد دولة تعاديها أو تحاربها
والإيحاء قد يطرد في شكل سلسلة من الحلقات من إنسان إلى ثان ثم إلى ثالث ورابع الخ، حتى يختفي مصدر الإيحاء وأوله ومنشؤه. وإذا كان إيحاء المرء لغيره سهلاً ميسوراً فإيحاؤه لنفسه أسهل وأيسر، لأنه أملك لها؛ وقد يفطن إلى أن إيحاءه لنفسه مغالطة، ولكنه يقدس تلك المغالطة كما يقدسها لو كانت من أثر المنطق والإقناع المنطقي، بل قد يقدسها أكثر من تقديس ذلك الإقناع، فترى أن وراء هذا العالم المادي الظاهر، ووراء ما يبحثه به الباحث من منطق يوجد عالم آخر حقيق أن يسمى عالم الإيحاء