للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الملعونة وقد بلوت المر من ثمرها؟ وفيم تلك الخفقات السريعة المتلاحقة كلما رنت إليك غانية بنظرة. أو توامضت لك على شفتيها ابتسامة؟ وهذا الجسم الذي أذبلت زهرته، وأيبست عوده، وعطلت نشاطه، وصرفته عن مثله العليا، وفجعته في أقدس ما كان يرجيه من أمل ويحرص عليه من سعادة، ألا تأخذك فيه عاطفة من الإشفاق والرحمة، فتدعه يفرغ لما تتطلبه الحياة من جهاد طويل الشقة، وعر المسالك، فادح الأعباء. أيها القلب! انك أن تظل سادرا في غوايتك، فإني لأخشى أن أناجيك غداً بقول الشاعر:

أقول لقلبي كلما ضامه الأسى ... إذا ما أبيت العز فاصبر على الذل

برأيك لا رأيي تعرضت للهوى ... وقولك لا قولي، وفعلك لا فعلي

فان تك مقتولا على غير بغية ... فأنت الذي عرضت نفسك للقتل

عبد الوهاب حسن. قسم النشر. وزارة المالية

<<  <  ج:
ص:  >  >>