للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قمت، قال: والله لا أقوم حتى يأتي الوقت الذي كنت أقوم فيه. قيل: فلو سلّمت على أمير المؤمنين. قال: والله لا أقوم إليه! قال عمر بن عبد العزيز فجعلت أعدل بالوليد في ناحية المسجد رجاء ألا يرى سعيداً حتى يقوم، فحانت من الوليد نظرة إلى القبلة فقال: من ذلك الجالس؟ أهو الشيخ سعيد بن المسيّب؟ فجعل عمر يقول: نعم يا أمير المؤمنين، ومِن حاله، ومِن حاله، ولو علم بمكانك لقام فسلم عليك، وهو ضعيف البصر. قال الوليد: قد علمت حاله، ونحن نأتيه فنسلم عليه فدار في المسجد حتى وقف على القبر، ثم أقبل حتى وقف على سعيد فقال: كيف أنت أيها الشيخ؟ فو الله ما تحرك سعيد ولا قام! فقال: بخير والحمد لله يا أمير المؤمنين. قال الوليد: خير والحمد لله. فانصرف وهو يقول لعمر: هذا بقية الناس. فقلت: أجل يا أمير المؤمنين.

رفضه أخذ العطاء

قال عمران بن عبد الله: كان سعيد بن المسيب لا يقبل من أحد شيئاً لا ديناراً ولا درهماً ولا شيئاً، وربما عرض عليه ألا شربة فيعرض فليس يشرب من شراب أحد منهم.

وقال العجلي وغيره: كان لا يقبل جوائز السلطان، وله أربع مائة دينار يتّجر فيها بالزيت وغيره.

(يتبع)

ناجي الطنطاوي

<<  <  ج:
ص:  >  >>