- كلا بل معي أخي. . . وقد أتعبه صراع الأمواج الثائرة فذهب إلى (الكابين)
- وكيف حال البك؟
- الحمد لله خير حال! وما أكثر سؤاله عنك وأشد شوقه إليك! لقد كان جالساً بالكازينو ثم أنصرف إلى البيت منذ قليل. قالت ذلك تلميذتي الأرستقراطية المسلمة وهي تنصب كرسياً طويلاً من القماش دعتني إلى الجلوس عليه، ثم جلست هي على كرسي آخر، وكانت كأمها حواء لا يستر جسمها العاري الا (ورقتان) خصفتهما عليه، من أمام ومن خلف! فسرعان ما ذكرت ذلك المكتب الفخم الذي كانت تجلس قُبالتي عليه لتستعد لامتحان البكالوريا وهي ملففة بثوبها الأزرق الأنيق المسبل، وعيناها الساجيتان لا تفارقان الصحيفة حياء وخفرا، وثغرها الحَييُّ الدقيق لا يرسل سهل الكلام الا في تلعثم وبطئ!! لم تدعني الآنسة في ذكراي الا ريثما ردت التحية على فتاة في مثل حالها وجمالها، كانت تسير في رفقة شاب شديد السمرة غطى كتفيه شعر كثيف، كصوف الخروف.
- هذه ابنة فلان وهذا الذي معها أخوها، وهذه أبنه فلان وهذا أبن عمها، وهذه المضطجعة في الشمس بنت فلان ومحادثها صديق من أصدقاء أخيها. . . . .
- لولا علمك يا آنسة لحسبت هؤلاء جميعاً أجانب!
- وما الذي يحملك على هذا الحسبان؟
- هيف القد واكتناز اللحم واتساع الحرية
- ذلك من أثر الرقص والرياضة، ستكتب ولا شك عن أستانلي شيئا في الرسالة!
- وهل قرأت ما كتب عنه؟
- قرأته ولم أسغه، لأنه شديد المبالغة سطحي النظر، وأي بأس في أن تمتع المصرية جسمها كله بأشعة الشمس وماء البحر كالغربية؟؟
- لا بأس وأظنها تدرك ذلك كله في شاطئ خاص وفي لباس مناسب
- إن شمس الشواطئ كما تعلم إنما تقصد لخصائص أشعتها، وكلما تعرض أكثر الجسم لها،