ولنختم هذا المقال بذيل عن رسالة الغفران ليكون بين يدي القارئ خلاصة خاطفة لها:
دخل المعري بصديقة ابن القارح جنة الفردوس، فركب نجيبا ينتقل عليه في آفاقها، ثم طفق يطوف على أهلها ممن غفرت لهم خطاياهم في الدار العاجلة ببيت شعر أو كلمة طيبة، وترك المعري لخياله عنانه الطويل فتفنن ما شاء في وصف حور الجنة وأنهارها وألوان نعيمها. . . ويلقى ابن القارح تميم ابن أبي الشاعر فيسأله عن أبيات كان قد قالها، ثم يتشقق الحديث فيقص ابن القارح على تميم قصة بعثه وهول المحشر ثم حديثه مع رضوان وزفر، ووروده على الحوض المورود ولقائه فاطمة بنت النبي واستشفاعه بها وجذب إبراهيم بن النبي إياه فيكون داخل الجنة. . .
ويعود ابن القارح إلى محاورة أهل الفردوس ممن غفر لهم ويطوف بحدائق الحور ثم ينفتل إلى جنة العفاريت فيحدثه أهلها بأعجب الأحاديث. . . ويشتاق إلى الاطلاع على أهل الجحيم، فيتحدث إلى الخنساء (والعجيب وضعها في النار مع حسن إسلامها ووضع اشد الكفار عتوا في الجنة!!) ويتحدث إلى إبليس والى طائفة كبيرة من شعراء الجاهلية. . . ثم يعود إلى الفردوس فيتحدث إلى آدم. . . ويخلص إلى جنة الرُّجاز. . . ويختتم الكوميدية بوصف بارع لنعيم الخلد. . . .