في داخلها، فوقعوا على شعب غريب عن أهلها يعيش في الداخل ويبلغ عدده زهاء مائتي ألف، وليس بينه وبين باقي سكان الجزيرة شبه في الجنس أو العادات. وجاء بعدهم بالطيارة إلى الجزيرة بعض الأخصائيين في علم الأجناس وبحثوا أحوال هذا الشعب المتأخر المنقطع عن العالم فألفوه ماهرا في الزراعة خبيراً بطرق الري. ورأى العلماء أنه يوجد بين هذا الشعب وبين المصريين شبه كبير، ورتبوا هذا الاستنتاج على عدة حقائق علمية، منها أنهم يحرزون من الآلات الموسيقية ما هو شبيه بالآلات التي ترسم على الآثار الفرعونية، كذلك أسلحتهم الحجرية تشبه أسلحة المصريين القدماء. كذلك يوجد في معتقداتهم الدينية كثير مما يشبه عقائد المصريين القدماء. ويرى هؤلاء العلماء المكتشفون أنه ليس بعيداً أن يكون المصريون القدماء قد ساحوا إلى تلك المياه في العصور الغابرة، ونزلوا على تلك الجزيرة الثانية وحل بعضهم بها، وأقاموا فيها مجتمعا خاصا بهم ونقلوا إليها بعض عاداتهم وحضارتهم. بيد أنه يبقى على أولئك العلماء أن يبحثوا عما إذا كان لذلك الشعب من الخواص الجنسية، وعما إذا كان في لغته، ما كان للشعب المصري القديم؛ فإذا وقفوا إلى وجود هذه الخواص، فعندئذ يغدو الاكتشاف حقيقة علمية لا ريب فيها
ولقد دلت أبحاث المكتشفين من قبل على وجود آثار حضارة مشابهة لحضارة الفراعنة في بعض أنحاء أمريكا الجنوبية والمكسيك، ولكن البحث لم يقطع بوجود الصلة بين هذه الحضارة وحضارة المصريين القدماء.
فبير عميد الموسيقى الألمانية
احتفلت دوائر ألمانيا الفنية والموسيقية أخيراً بذكرى الموسيقي الألماني الكبير كارل ماريافون فبير وذلك لمناسبة مرور مائة وخمسين عاما على وفاته. وكان مولد هذا الموسيقي الكبير في ديسمبر سنة ١٧٨٦ في إحدى قرى هولشتين وكان أبوه رئيساً لموسيقى البلاط المحلي - فخرج على رأس فرقة من الممثلين الهزليين يطوف جميع أرجاء ألمانيا، ومعه أبنه فبير؛ وهكذا قضى الموسيقي العظيم حداثته متجولا في مختلف الأنحاء؛ ومنذ سن العاشرة ظهر شغفه بالموسيقى؛ ولم يمض عامان حتى وضع أولى مقطوعاته الموسيقية؛ وفي الرابعة عشرة وضع أولى (أوبراته)، وفي الثامنة عشرة أتم فبير دراسته الموسيقية، وغدا علماً يشار إليه. وتولى رياسة الفرقة الموسيقية في برزلاو -