وقام بتنفيذ موسيقى (طيطوس) لموتسارت ثم التحق بخدمة دوق فرتمبرج. وبعد أن تنقل حينا في قصور هذا الأمير اتهم بالتدخل في الشؤون السياسية فقبض علية وزج إلى السجن. ولما أطلق سراحه تقلب حينا بين مانهايم ودارمشتات وبامبرج حيث تعرف بالكاتب الأشهر هوفمان، زار ميونيخ وهنالك مثلت (أوبرته)(أبو حسن) ثم قصد إلى فيمار وتعرف بشاعر ألمانيا الأكبر جيته، وأشتغل بعد ذلك في درسدن وفي برلين واشتهرت أوبراته ومقطوعاته الغنائية؛ وكانت أشهر قطعه (فراي شتس) التي نالت في عصره أعظم نجاح، والتي تعتبر فاتحة عهد جديد في تاريخ الموسيقى وهذه القطعة التي حملت فاجنر فيما بعد على أن يقول (لم يوجد موسيقى أكثر ألمانية من فبير)
وتوفي فبير في الأربعين من عمره في لندن ثم نقل رفاته بعد ذلك إلى مدينة درسدن تثوي إلى يومنا.
عيد جريدة الطان
من أنباء باريس أن جريدة (الطان) كبرى الصحف الفرنسية قد احتفلت بعيدها الخامس والسبعين في حفل فخم أقيم في بهو الاستقبالات بقصر أورسي وشهده جمع عظيم من الوزراء والنواب وأكابر الكتاب والفنانين ورجال المال والصناعة وأعضاء الأكاديمية والمجمع العلمي، وخطب فيه عده من الوزراء وأقطاب التفكير الفرنسي مثل مسيو أندريه تاردييه، ورنيه بو، وجاك شاستنيه وغيرهم منوهين بعظمة الطان وعظمة المهمة التي تضطلع بها وكونها فخر الصحافة الفرنسية بلا مراء سواء من حيث رصانتها وسمو تفكيرها أو أسلوبها الرفيع المتزن، والواقع أن الطان على رغم ثوبها المحافظ وحرصها على القديم وأحجامها عن مجاراة التطور الصحفي المعاصر من حيث التصوير والتنويع، تبقى عميدة الصحافة الفرنسية من حيث غزارة مادتها وقوة تحريرها ونزاهة غايتها واحتشام أسلوبها
وقد أسست الطان منذ خمسة وسبعين عاماً سنة ١٨٦١ في أواخر الإمبراطورية الثانية؛ وكان مؤسسها صحفيا يدعى نفتزر. أسسها أولا لخدمة التجارة الدولية. ثم تحولت إلى جريدة سياسية قوية، أهم مظاهرها إذاعة الأنباء الدولية؛ ثم كانت المرحلة الثالثة في عنايتها بالعلوم والآداب والنقد؛ وكتب فيها أئمة التفكير الفرنسي مثل شيرر وسانت بيف