وبريسون وبلان، وكتب فيها عظماء الوزراء والساسة مثل بوانكاريه وتاردييه. وقد اشتهر مراسلوها الخارجيون بأنهم أعظم مراسلين من نوعهم حتى قيل في المثل أن فرنسا لها سفيران:(السفير الفرنسي ومراسل جريدة الطان) وأشرفت على إدارة هذه الصحيفة الشهيرة مدى نصف قرن أسرة ايبرار، التي أنجبت عدة من كبار الصحفيين والكتاب، وكان أخرهم في الإشراف عليها أميل ابيرار الذي تخلى عن إدارتها منذ نحو عشرة أعوام.
أيام تولستوي الأخيرة
صدرت أخيراً ترجمة إنكليزية لمذكرات الكونته تولستوي زوج الكاتب الروسي الأشهر ليون تولستوي بعنوان (المعركة الأخيرة) ترجمها ومهد لها الكاتب الإنكليزي الميرمود. وقد ذاعت عن أيام تولستوي الأخيرة قصص عديدة، فقيل إنه في أواخر حياته كان يعيش عيشة الفلاحين الذين اعتنق قضيتهم؛ وقيل إنه رجل نظري لا يفعل ما يعتقد. فهذه المذكرات التي كتبها عن هذه المدة من حياته ألصق الناس به تبدد كثيرا من الأخطاء الذائعة وتلقي ضوءاً كبيراً على خاتمة الكاتب العظيم في مقامة الهادئ في (سنايا بوليانا)
وقد اجتمعت أسباب عديدة لتنغص عيش تولستوي في أعوامه الأخيرة، وأهمها الدسائس والشجار المتواصلة بين زوجه وأبنائه من ناحية، وبين أبنته الكبرى وهي أعظم أصدقائه. وكان تولستوي يود في تلك الفترة أن يترك العالم لينقذ روحه، وكانت ثمة مسألة مؤلفاته ولاسيما مذكراته وكلها ذات قيمة أدبية ومادية معا. وهذه المذكرات التي تنشر اليوم تشمل سنة ١٩١٠ التي توفي فيها تولستوي. وفيها مذكرات كثيرة من تحرير تولستوي نفسه عن أحواله وشؤونه اليومية.
وكانت هذه المذكرات بين تراث أسرة تولسيوي حتى صحت عزيمة ولده سيرجي على طبعها وإخراجها، وقد تولى ترجمتها الميرمود صديق تولستوي وأخرجها في أسلوب صادق مؤثر كما هي في أصلها، ومهد لها بمقدمة بديعة يحلل فيها شخصية الكاتب العظيم تحليلا يدل على الوفاء والإعجاب الذي لا حد له، وشرح كثيرا من مواقفها وغوامضها. وما كادت هذه الترجمة الإنكليزية تصدر حتى هرع القراء إلى اقتنائها بسرعة مدهشة دلت على ما لذكرى الكاتب العظيم من الأثر والصدى.