سار في أثر الفكرة الدينية؛ واجتمع حول رعاية القصر في عهد أول زعيم لنهضة مصر الثقافية في العصر الحديث ألا وهو الخديوي إسماعيل؛ ومن شعراء هذا العهد علي الليثي وعبده الحمولي (كذا).
وتقدمت عملية ترقية الشعب علي يد البعثات التي أرسلها محمد علي إلى فرنسا، وعاد أولئك الشبان إلى مصر يحدوهم العزم في أن يخلقوا لمصر حياتها العقلية الخاصة؛ بيد أنه كانوا دائماً متأثرين بالنفوذ الأجنبي ولا سيما النفوذ الفرنسي، وفي أثناء هذه البداية في سبيل الوحدة القومية وقعت الحوادث العرابية التي انتهت باحتلال الإنكليز لمصر؛ وهنا ظهر لأول مرة جيل فتي من الكتاب والشعراء يهتف بحريات الوطن والذود عنها، وشرد أبناءه في السجن والمنفى؛ وكان أهم أعلام هذا الجيل سامي البارودي محمد عبده.
وبث الاحتلال الأجنبي وما أصاب الوطنية الوليدة روحاً جديدة في الوحدة القومية؛ وظهر في مصر أول الزعماء الوطنين في المشرق، وأسس مصطفى كامل تلميذ جولييت آدام وبيير لوتي الحزب الوطني، وأدرك هذا الزعيم منذ البداية أهمية الشعر والكتابة في النهضة الوطنية فجمع حوله ما هنالك من كتاب وشعراء قلائل؛ بيد أن هؤلاء لم يكونوا سوى أبواق سياسية؛ ولم ينبغ من هذا الجيل سوى شاعرين اقتحما هذه الدائرة السياسية الضيقة في نظمها هما: شوقي وخليل مطران، فهذان شاعرين بلا ريب وهما يدعوا فقط إلى الوطنية، بل تجولا أيضاً في ميدان التأملات الخاصة؛ وقد ضم ذهنا هما الفكرة المصرية والفكرة الوطنية وتوثقت فيهما عدائهما رغم أن خليل مطران ليس مصرياً إلا بالموطن (وهو سوري المولد) ففي نظمهما يرى الإنسان مصر، كما يود أن يراها كل منهما؛ تلك هي مصر المصرية وللشعب المصري.
هذا ما نشرته الصحيفة الألمانية، وفيه ما يغني عن التعليق، بيد أننا نلاحظ فقط أن ما نكتبه نحن عن أدب الغرب وعن الحركات الأدبية الغربية يندر أن يعرض لمثل هذا الخلط في الوقائع والتصوير وإن لنغتبط إذ يعني القوم بالكتابة عنا كما نكبت نحن عنهم، بيد أنا نرجو أن يوفقوا في دراساتهم لشؤوننا وحركاتنا بأكثر فيما يبدو في مقال الكاتب.
الأزهر والمؤتمرات الدولية
قرر مجلس الجامع الأزهر تلبية لدعوة المكتب الدولي للتعاون الثقافي أن يشترك في شهود