مؤتمر القانون الدولي الذي تقرر عقده في مدينة لاهاي (بهولندة) في شهر أغسطس القادم، وسيمثل الأزهر الشريف الإسلام ويقدم إلى هيئة المؤتمر بحوثاً شرعية في الوقف والمواريث والهبة وغيرها من المسائل التي تمتاز بطرافة أحكامها، وسيتألف الوفد الأزهري إلى مؤتمر من ثلاثة أعضاءهم الأستاذ الدكتور محمد عبد المنعم رياض مدير قضايا بنك التسليف الزراعي والأستاذ عبد الرحمن حسن القاضي الشرعي والأستاذ محمود شلتوت المدرس بكلية الشريعة وقد سبق أن اشترك الأزهر في الأعوام الأخيرة في غير مؤتمر دولي علمي أو ديني، وهذه السنة حسنة تمهد لتعاون الأزهر مع الهيئات العلمية والدولية الكبرى، وتزيد في هيبته العالمية.
تحريم جوائز نوبل في ألمانيا
سبق أن أشرنا في عدد سابق من (الرسالة) إلى الضجة التي حدثت في ألمانيا على أثر منح الأكاديمية السويدية جائزة نوبل للسلم إلى الكاتب الألماني كارل فون أوسيتسكي، وإلى ما أبدته الحكومة الألمانية يومئذ من الامتعاض والتأثر لأنها ترى في الكاتب الذي أسبغت عليه لجنة نوبل هذا الشرف خائناً لوطنه، والخيانة هنا هي أن أوسيتسكي كان قبل قيام النظام الهتلري يدعو إلى السلم ونزع السلاح ومنع الحروب، وهي مبادئ تخالف الأماني العسكرية والإمبراطورية التي تتعلق بها ألمانيا النازية: وكان أوسيتسكي حينما أنعم عليه بجائزة نوبل سجيناً في المستشفى، ولكن الحكومة الألمانية سمحت له تحت ضغط الرأي العام الدولي أن يقبل الجائزة. على أنها اتخذت أخيراً في هذا الموضوع خطوة حاسمة، فقد قررت أن تحرم جوائز نوبل أياً كانت على الألمان، وأنشأت هي جائزة قومية ألمانية قدرها ثمانية آلاف جنيه، (وهو ما يساوي قيمة جائزة نوبل)، وبذلك خرجت ألمانيا من عداد الدول التي يتقدم علماؤها وكتابها لنيل الجوائز الشهيرة، وقد فاز الألمان منذ نهاية الحرب الكبرى بنحو خمس وعشرين جائزة في مختلف العلوم والفنون والآداب، ولكن ألمانيا الهتلرية تمقت كل حركة تمازجها الصفة الدولية، وكل شرف لا يطبعه الشعار القومي، وهي من جهة أخرى لا تريد أن تسمح للهيئات العلمية الأجنبية أن تكون حكماً عليها في أمر من الأمور كما حدث في مسألة كارل فون أوسيتسكي.