كان العرافون القدماء يحصون الحوادث السيئة والحوادث الطيبة في أيام معينة لكي يستخرجوا بعد ذلك الأيام السعيدة والأيام المنحوسة، وقد انتهوا بعد أجيال إلى القول بأن هناك أياماً بعينها تعتبر أياماً سعيدة، وأخرى تعتبر منحوسة، وكانت هذه الأيام معروفة منذ العصر الغابر، وكان يعرفها أهل بابل قبل المسيح، وكان المصريون القدماء يقولون أيضاً بمثل هذه التفرقة بين الأيام، ولهم قوائم معينة بالسعيد منها المنحوس، واستمرت هذه القوائم معروفة متداولة حتى العصور الوسطى. وعندئذ طبقها العرافون على أيام التقويم الجريجوري.
فمثلاً يمثل يوم الاثنين السلام، ويمثل الأربعاء والخميس الشجاعة والأحد يمثل الراحة والسعادة، وهذه هي الأيام السعيدة. أما الأيام المنحوسة فهي الثلاثاء وهو مارس إله الحرب، والجمعة وهو يوم فينوس، والسبت وهو يوم زحل.
أما العرب فقد خالفوا هذا الاستنتاج، واعتبروا يوم الجمعة من الأيام السعيدة، وأنه يوم القرآن.
ويرى العرافون المحدثون ألا يأخذوا في ذلك بأقوال القدماء، وأقوال عرافي العصور الوسطى، ويرون أن لكل إنسان طالعاً بظروف وحوادث معينة، وعلى هذا الطالع يتوقف مصير الإنسان مدى الحياة.
رحلات بيتر موندي
صدر أخيراً كتاب بالإنكليزية عن رحلات رحالة إنكليزي في القرن السابع عشر تعتبر في ذاتها وثيقة تاريخية هامة، والرحالة المذكورة هو بيتر موندي، وقد كان موظفاً في شركة الهند الشرقية التي بدأت استعمار الهند، وكتب عن أسفاره ومشاهداته مذكرات يومية لبثت مخطوطة حتى العصر الأخير، وعندئذ عنى بنشرها السير تمبل فنشر منها أربعة مجلدات حتى سنة ١٩٢٥، وصدر أخيراً المجلد الخامس والأخير، وفيه يقص موندي رحلته الأخيرة إلى الهند، ويصف البلاد التي زارها أثناء مسيره في أوربا وآسيا ولا سيما الجزائر الأفريقية التي كانت ترسو بها السفينة مثل سنت هيلانة وأسانشيون. وقد شهد موندي حوادث الثورة الإنكليزية ولكنه حريص في سردها، يقدمها كما وقعت دون تعليق، وتتناول