آخر قرية يسكنها اليهود في شرق صنعاء وهكذا حتى وصل سد مأرب، ووصف ما رأى في طريقه من آثار ومعادن ونباتات وأشجار فقال عن المعادن مثلاً والحديد من جملتها أنها كثيرة ومتنوعة، ونقل الكتابة الحجرية الموجودة حول جدران قصر (صرواح) بخط يده وعرضها على من ترجمها له من المستشرقين الألمان ومن الأخصائيين المصريين في القاهرة وكان وصوله إلى مأرب في اليوم التاسع والعشرين من يناير سنة ١٩٣٧ بعد الظهر أي بقي على الطريق نحو أربعة أيام كأن المسافة كلها بين صنعاء ومأرب ١٢٠ كيلو متراً، ولما وصل إلى مدينة مأرب هو وعامل الإمام يحيى والجنود استقبلهم الأهلون بالطبول والأناشيد. وبعد ذلك نرى في الكتب صوراً ثمينة للسد وجدرانه القائمة وأبوابه الواسعة والخطوط الموجودة على أحجاره وصفاً دقيقاً لمجاري المياه وكيف تتجمع وتتوزع ومن أين تأتي، والجنتان اللتان كانتا تشربان منه والأشجار الباقية من خمط وسدر وائل مما ينطبق كل الانطباق على ما ورد في القران الكريم
وقصارى القول أن هذه الجولة الأثرية في بلاد مجهولة عندنا هي ذات قيمة علمية من الطراز الأول يهنأ عليها الأستاذ نزيه المؤيد العظم ولا سيما أن بعض الأوربيين الذين وصلوا إلى تلك الأرجاء لم يتمكنوا من رؤية جزء صغير مما رآه سائحنا العربي بالنظر إلى المخاوف التي كانوا معرضين لها؛ ونعد عمله بادرة من بوادر نهضتنا العلمية العملية المباركة