ساعات في اليوم، وهو أثمن نبات في اليمن على الإطلاق؛ وتساوي الرزمة الصغيرة من أغصانه نحو ثلاثة فرنكات
ولا يفوتها أن نذكر هنا ما لحظناه من وجود إيطاليين موظفين في الحكومة المتوكلية من أطباء وغيرهم فالأطباء الموجودون هناك الآن من الطليان وقد أتوا إلى اليمن عقب زيارة والى أسمرة السنيور غاسبريني إليها وعقد المعاهدة مع الإمام وهم يتناولون رواتب تبلغ ستين جنيهاً شهرياً للواحد منهم وبيدهم مستشفى الحديدة ومستشفى صنعاء وكذلك التلغراف اللاسلكي في صنعاء فهو بيدهم ومن تأسيسهم بأمر الإمام منذ بضعة أعوام.
وذكر حاخام اليهود الأكبر في صنعاء واسمه يحيى اسحق للمؤلف أنه كان لليهود مملكة عظيمة في اليمن إلى الشرق من صنعاء أسسها سليمان بن داود وربما كانت هذه المملكة في نجران وأن اليهود في صنعاء ذكوراً وإناثاً يبلغون زهاء عشرين ألف نسمة لهم ١٥ مدرسة و١٩ كنيساً وهم يمارسون شعائرهم الدينية كما يشتهون ويطبقون شريعتهم الموسوية كما يرغبون ويعلمون أبناءهم العبرية دون العربية. وعرف المؤلف أن للصهيونيين مخابرات طويلة عريضة مع صنعاء وأن لهم صناديق للإعانة في كل دار من دور اليهود في معظم مدن اليمن والإسرائيلي الذي يريد أن يتصدق بشيء مهما كان زهيداً يضعه في هذا الصندوق، ورب الدار ليس مأذونا بفتحه بل يفتحه وكيل الجمعية في كل شهر ويخرج ما فيه ويرسله إلى صندوق الجمعية الصهيونية في القدس واسمه صندوق الأمة، قال المؤلف:(حبذا لو كان زعماء الحركة الوطنية في الشرق يقتدون باليهود ويأخذون هذا الدرس عنهم.)
هذه لمحة مستعجلة عن الجزء الأول من هذه الرحلة المباركة ولكن العمل الخطير والاكتشاف الأثري العظيم هو في الجزء الثاني حيث يدون المؤلف رحلته إلى بلاد سبأ وسد مأرب فيذكر كيف حصل على الإذن من جلالة الإمام بالسفر إلى تلك الأنحاء المحفوفة بالمهالك والمخاطر ويذكر الجنود الذين ساروا لحمايته من التعدي مما لم يسبق له مثيل ولم يحصل عليه أحد قبله. وكانت بداءة هذه الرحلة إلى مأرب في اليوم السادس والعشرين من يناير سنة ١٩٣٦ إذ ترك صنعاء وسار مشرقاً فدخل في واد يدعى (وادي السر) ومنه سار إلى قرية (القمعة) فقرية (آل الوزير) فوادي (حريب) فصرواح فقرية تدعى محترجة وهي