لقد أخفيتم وجوهكم بأقنعة الإلهة أيها الرجال الأتقياء فأنتم ديدان قبيحة نتشح برداء الأرباب
إنكم لجد متبجحين يا رجال التأمل، حتى إن زارا نفسه أخذ بمظاهر جلودكم الإلهية فخفيت عنه الأفاعي الكامنة وراءها
لقد كنت أرى في عيونكم روح اله أيها الطالبون المعرفة الطاهرة، قبل أن تكشف لي تصنعكم فعرفت أنكم امهر المتصنعين
لقد بعد المجال بيني وبينكم فما تميزت فيكم الثعبان القبيح، ولا وصلت إلي رائحته الكريهة، وما خطر لي أن أمامي حرباء تتلون بشهواتها. ولكنني عندما اقتربت منكم تبددت الظلمة حولي. وها إن الفجر يغمركم بأنواره فلكل قمر جنوح إلى الغياب في شهوته. انظروا إلى هذا القمر فهو في افقه شاحب مذعور وقد باغته الفجر بأنواره المرسلة، فكل شمس يتجلى حبها الطاهر في تشوقها إلى الإبداع
أما ترون الفجر ينسحب على البحر وقد اهتاجه الشوق والحنين؟ إنما تشعرون بظمأة في حبه وحر انفاسه، فكأنه يزيد ارتشاف اللجج. وهاهي ذي تتعالى نحوه بآلاف نهودها، واللجة نفسها متشوقة إلى وصال كوكب النهار ليرشفها ارتشافا فتتحول إلى سحب ومسالك أنوار، بل هي نفسها تفنى في النور متحولة إلى نور
وأنا كوكب النهار أحب الحياة وكل لجة بعيدة الأغوار؛ تلك هي معرفتي. إنني أجتذب كل غور ليتعالى إلي. . .