للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

لسانه وقد شفه السغب من شهوته.

ليت لي أن أسعد بالتأمل متفوقا على إرادتي متحررا من خساسة الأنانية ومطامحها فيسود على السلام ولا يبقى لعيني سوى لحظات القمر الثملة.

إن عقلكم يطلب التملص من ذاته لأنه طريد يشتهي أن يتعشق الأرض كما يتعشقها القمر فلا تتمتع إلا عيونكم بجمالها

إن عقلكم يرى المعرفة الظاهرة لا تحتله ما لم ينبسط أمام الأشياء دون امتلاكها مكتفيا بانعكاس أشباحها عليه كما تنعكس الأشباح على مرآة لها مئات العيون.

أيها الخبثاء المتحرقون بالشهوات، لقد خلت شهوتكم من الطهارة فلذلك تجدفون على الشهوة، فأنتم لا تحبون الأرض كما يحبها المبدعون والمجدون الذين يسرون بما يبدعون وبما يجددون. فلا طهارة إلا حيث تنجلي إرادة الإبداع، فمن اتجه إلى خلق من يفوق عليه فذلك عندي صاحب اطهر إرادة وأنقاها.

طلبت الجمال فما وجدته إلا حيث تنصب الإرادة بأكملها إلى المراد، وحيث يرتضي الإنسان بالزوال لتجديد الصور وتبدلها، فالمحبة والموت صنوان متلازمان منذ زمان الأزل فمن أراد المحبة فقد رضي بالموت. هذا ما أقوله لكم أيها الجبناء

ولكن نظراتكم المنحرفة المؤنثة تحب الاستغراق في التأمل فتريدون أن يدعي جمالا ما تحدجونه أنتم بعين الحذر والجبن؛ إنكم لتدنسون أشرف الأسماء.

إن اللعنة التي تحل بكم، أيها السائرون وراء المعرفة الطاهرة إنما هي عجزكم عن التوليد في حين أنكم تلوحون كالحبالى المثقلات على الآفاق.

إنكم تحشون أفواهكم بأنبل الكلمات بان قلبكم يتدفق عطفا وما أنتم إلا منافقون.

لقد أخشنت القول لكم فكلماتي مشوهة ذرية؛ غير أنني أتناولها من الفتات المتساقط من موائد ولائمكم فاستعملها حين أعلن الحقيقة للخبثاء وهذا ما بيدي من حسك وأصداف يخدش آنافكم أيها الخبثاء.

إن الهواء الفاسد يهب بلا انقطاع حولكم وحول مآدبكم لأنه مشبع من أفكاركم الدنسة وأكاذيبكم وخداعكم.

عليكم بأن تبدءوا باطراح خوركم لتتوصلوا إلى الوثوق بأنفسكم فما ينقطع عن الكذب من

<<  <  ج:
ص:  >  >>