المدرس منهاج مطول من القواعد وأبواب متعددة، والمنهاج يتطلب منه الشرح بطريقة خاصة ويطلب من المدرس تقسيم المنهاج على شهور السنة، وإلقاء كل درس في ميعاده. وإذا خرج المدرس عن الطريقة المطلوبة إلى طريقة يراها مفيدة إلى التلميذ، فقد يرى رؤساؤه أنه أتى أمراً آدا والطريقة التي نسير عليها الآن يرى التلاميذ فيها عناية بالقواعد فيتوفرون عليها لعلمهم إنها وسيلة النجاح، وطريقة الحصول على درجات عالية، ولا يصرفون في تلك العناية إلى التطبيق العملي، وإلى لباب الأدب، والآثار الفنية التي تكون التذوق، وتثمر العقل وتزيد الثروة، فتجود لغتهم، ويقوى تعبيرهم عما في نفوسهم. والعناية بالقواعد تخرج التلاميذ عن الغاية السامية من العلم، إلى اعتباره وسيلة للنجاح، ولذا يهملون بانتهائه وينسون باجتيازه والذي أراه أن تغير الطريقة الحالية في جميع سني الدراسة إلى طريقة عملية تطبيقية، وذلك إما بعرض نماذج أدبية مختلفة، وإلقاء أسئلة منوعة في الدرس تحوي أجوبتها الصحيحة القواعد المطلوبة، وإما بوصف محسوس أو شرح حادثة، ثم يوجه نظر التلاميذ إلى القاعدة، بعد أمثلة كثيرة، فالقاعدة تدرس كشيء ثانوي لا أولي.
وهذه الطريقة نافعة قد جربتها فثبتت لي فائدتها، وكل عبئها يقع على المدرس في تحضيرها وإعدادها إعداداً صالحاً، وهي تقرب من الطريقة الطبعية.
القواميس العربية
ومن أسباب الضعف في اللغة العربية فقرها من القواميس الحديثة المصورة التي تحدد المعنى في الذهن تحديداً بيناً.
وأمامنا الآن قواميس قديمة نأخذ منها معاني المفردات مع تقدم الزمن، واختلاف العصور.
ويشاهد الباحث حاجة ملحة إلى مظان البحث فلا يجد، على حين نشاهد في اللغات الأخرى ثروة عظيمة لمن يريد البحث والإطلاع. فعلى من تقع مسؤولية ذلك؟ أعلى مدرس اللغة العربية أم على العلماء؟ أم على الجامعة؟
الحق إننا شاعرون بالنقص، ولكن لا حيلة لنا في الكمال إلا بقدر.