للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

ويظل حكمه موقوفاً إلى أن تتبين دلالاته.

لا يضير مدرسي اللغة العربية قلة التأليف، فإن طبيعة عملهم تثقيف العقول، وتعويدها البحث والتفكير المستقيم، وعقد الصلة بين النشء وبين الحياة، وهم لم يقصروا في واجبهم، والنهضة الفكرية كما يشهد الأستاذ لهم فيها أكبر نصيب.

وعملنا كعمل غيرنا من أصحاب الفنون، فكما لا ينقص من قدر الأطباء والمهندسين والقضاة ألا يؤلفوا في فنونهم التي حذقوها، فكذلك شان المعلمين.

ونجاح الإنسان في حياته منوط بإتقان عمله، وأداء رسالته

والآن أظهر بعض أسباب الضعف في اللغة العربية، مما لم يذكره الأستاذ في حديثه السابق.

اللغة العامية:

معلم اللغة العربية يبذل مجهوداً كبيراً في تعليمها وتلقينها لأبنائه، ولو كان يسمع التلميذ من بيئاته لغة عربية، ويتحدث بلغة عربية لظهر مجهود المدرس وترقت حال التلاميذ، ولم نشعر بهذا الضعف، والذي يبنيه الأستاذ في الفصل يهدم خارجه في البيت وفي الشارع؛ بل أن بعض مدرسي العلوم الأخرى يتحدثون مع تلاميذهم بلغة عامية، ويقبلون منهم الإجابة بها متى أدت إلى المطلوب، وينشأ من ذلك ما تراه من استهانة التلاميذ بلغتهم الأصلية، ولا يتعودون التجويد ولا العناية متى ما كان دون ذلك يقبل منهم

وما حيلة أساتذة اللغة العربية وحدهم، وهم يبنون وغيرهم يهدم؟ فعلة العلل - على ما أرى - طغيان اللغة العامية على الفصحى في كل مكان، حتى في المدرسة نفسها.

والعلاج أن نعني باللغة العربية جميعاً في محادثاتنا وكتاباتنا حتى نصل بها إلى حالة مرضية، ونقوي أنفسنا بذلك.

وقد لحظت وزارة المعارف وجوب التحدث باللغة العربية، فحتمت على مدرسيها جميعاً التحدث باللغة العربية الفصحى، ولكن الواقع غير ما يجب.

الطريقة

ومن أسباب الضعف التي عرفتها منذ اشتغلت بالتدريس، طريقة التدريس بها. فأمام

<<  <  ج:
ص:  >  >>