وربما ألممت بقبس من تاريخ الأسرة وتكوين ذريتها إذا سمعت اسم رجل أو امرأة منها. . . فإذا سمعت في الصعيد باسم (قنعنا) فاعلم أنها اسم بنت لها أخوات ثلاث أو أربع، ويغلب أن تسمى إحداهن (رضينا) والأخرى (حمدنا) وهكذا مما يشف عن الغيظ وعن الخوف مع ذلك من التمرد والشكاية
ونحن نعرف أسماء كثيرة تكذب مسمياتها: حسن وهو دميم، وبدر وهو مظلم، وعزيز وهو ذليل، وصادق وهو كاذب، وسليم وهو شديد الإيذاء، ولكني لا أعرف اسماً يكذب مسماه أدل على المجون والظرف من اسم (قبيحة) جارية الخليفة (المتوكل) وقد كانت أشهر جواريه بالصباحة وروعة الجمال؛ ولخير ألف مرة أن يفاجأ الإنسان هذه المفاجأة من أن يترقب الحسن فيخيب رجاؤه بمرأى قبيح ومخبر لئيم. ومن سمع اسم (قبيحة) قنع بجمال يسير ليرضى ويبتهج، أما من سمع اسم (جميلة) فهو يحسب أنه مغبون مخدوع إن لم ير هذه الجميلة في الذروة العليا من الجمال
إن فلسفة الأسماء بحث ليست له نهاية، وفيما تقدم نموذج لمن يشوقه أن يسترسل فيه