لشهوة الجدل، ثم رميت الناس من عليا سمائك بالآراء المتعارضة والأحكام المتناقضة لتصطرع في المطابع حيناً ثم تموت في الكتب
لا يزال المربون يا سيدي يجادلون في أغراض التربية ويجربون نظرياتها المختلفة في حقولهم الخاصة. فليت شعري وشعرك أيتاح لهؤلاء في دهر من الدهور أن يقبضوا على أعنة الأمم ويتولوا القيادة في ركب الحياة!؟ أدع الله للناس أن يلهمهم من الحق ما ألهمك، وأن يعلمهم من قواعد الخير ما علمك!
قال صاحبي الثأر وقد شبا وجهه بشي من الإيمان والاطمئنان: وهل تستطيع أن تعد كثيراً من الناس على غرار هذا الرجل؟ فقلت له: يا صاحبي! ليست المسألة مسألة إحصاء وعد، إنما هي مسألة إمكان وواقع. ومتى ثبت أن الأخلاق الفاضلة استطاعت أن تصنع من هذا الرجل هذا المثال، فلم لا تستطيع أن تصنع غراره ملايين من الرجال؟