ومما قاله كوندورسه: يجب أن يكون التعليم واحداً بالنسبة إلى الجنسين لأن المرأة مساوية للرجل. ومما قالته مدام (نكردوسوسور): إن البنات لا يختلفن عن الصبيان أبداً قبل العاشرة من السن
فالباحث عن حقيقة المرأة أما أن يكون مثل بوسوية الهازئ بزينة النساء وزهوهن فيقول لهن: لا تنسين يا سيداتي إنكن خلقتن من ضلع زائد من أضلاع أدم؛ وأما أن يكوم مثل أفلاطون الخيالي فيتصور مدينة فاضلة قائمة على سواعد الرجال والنساء معاً. وهذه المباحث الأولية لا تكشف الغطاء عن حقيقة المرأة، بل هي على مثال ما ذكره سائر الأدباء أقوال خطابية لا توضح الأمر بل تزيده ظلاماً، حتى لقد قال (ريدرو) في ذلك: (إذا كتبت عن المرأة فاغمس ريشتك في قوس قزح ثم رش على أوراقك غبار أجنحة الفراشة، لان المرأة هو موجود الهي)
فلنرجع إلى علم النفس ولنسأل ما هي حقيقة المرأة ولندرس أحوالها النفسية على ضوء العلم الحديث.
إن تحليل صفات النساء يكشف لنا عن أنواع مختلفة، ويمكننا إرجاع هذه الأنواع إلى أربعة:
١ - المرأة الطفل
٢ - المرأة الحساسة
٣ - المرأة الحساسة الذكية
٤ - المرأة المفكرة
ولنبحث في كل من هذه الأنواع على حدة:
١ - المرأة الطفل: إن هذا النوع من النساء مشتت الفكر والقلب معاً؛ فلا هو منظم الحكم، ولا هو ثابت الحس، بل يتبدل من صورة إلى أخرى بحسب الأهواء والعواطف. وقد وصفه (ديكنس) في روايته دوريت الصغيرة وبين العلماء أن له نوعين: المرضي والطبيعي. فالمرضي يعرف بشدة قبوله للتلقين، والطبيعي يشتمل على النساء الخفيفات العقل الكثيرات الزهو اللواتي يتنقلن كالطير من فنن إلى آخر؛ أو يشتمل على النساء الواسعات الخيال الكثيرات القلق والعظيمات الأمل؛ فإذا تكلمن مزجن الحقيقة بالخيال