المقدس من العهد القديم كي يزكوا بها الاستعباد، وذكرت ما كان يقاسيه الرقيق في الحضارات الأوربية مما يطول شرحه ووصفه، وذكرت أن الكنيسة نفسها كانت تشتري الرقيق من الغلمان الصغار الملاح وتخصيهم، وكانوا يسمون خصيان الكنيسة؛ وكانت تفعل ذلك كي يرق صوتهم فيرتلون الآيات في الصلوات بصوت عذب شبيه بأصوات النساء. وكان بعضهم يهلك من عذاب الخصي
وبعد فإن مثل المؤرخين الأوربيين الذين ينكرون أو يصغرون من أمر مظاهر القسوة في الحضارات الأوربية ويكبرون أمرها في الحضارات الشرقية مثل كل إنسان في هذه الحياة الدنيا، فإن كل إنسان في هذه الحياة الدنيا يصغر ويهوّن من أمر مظاهر القسوة التي ترتكبها نفسه ويكبر من أمر مظاهرها الصادرة عن نفوس غيره من الناس. وهو يفعل ذلك أما غفلة وعن حسن نية، وإما يفعل ذلك وهو يدري ما يفعل. ولن تنصلح الإنسانية إلا إذا امتنع تظليل النفس هذا