ومروءة الدكتور عبد الحميد الطوخي، وأدب السيد عبد الرزاق إبراهيم، ورأيت بنت عمة ليلى، وشربت الشاي في منزل السيدة التي تغار من ليلى؟
لا تصدق ذلك يا قارئ هذه المذكرات، فتلك أحلام رأيتها في نومي ولن تعود
أن سمعت أيها القارئ أن جرائد البصرة اعتركت في سبيلي أسابيع وأسابيع فلا تصدق
أن سمعت أيها القارئ أنني كحلت عينيّ بتراب البصرة فلا تصدق
أن سمعت أيها القارئ أنني عرفت السيد تحسين فلا تصدق
أن سمعت أنني زرت قريبات ليلى في البصرة فلا تصدق
أن سمعت أنني ألقيت في البصرة محاضرة سمعها مئات أو ألوف فلا تصدق
أن سمعت أن حاكم البصرة ودعني على المحطة فلا تصدق
أن سمعت أنني عانقت عشرين نخلة في البصرة فلا تصدق
أن سمعت أن انهار البصرة داعبتني بالمد والجزر فلا تصدق
أن سمعت بأن اسماك شط العرب قبلت يدي وخدي فلا تصدق
أن سمعت بأني لم انفق درهما واحد في البصرة فلا تصدق
أن سمعت أن البصرة هدتني بعد ضلال فلا تصدق
أن سمعت أنني ودعت البصرة بالدمع السخين فلا تصدق
أيها القارئ!
أنا ما رأيت البصرة، ولا رآني أهل البصرة؛
وشاهد ذلك أنني لا أزال في عقلي؛ ولو أنني رأيت البصرة لخبلني حسنها فأصبحت من المجانين
أيها القارئ!
أما سمعت أنني اخترع الأقاصيص؟ فلتعرف أن زيارة البصرة من تلك الأقاصيص
متى أعود إليك أيتها البصرة مرة ثانية؟ متى اعود؟ متى أعود؟
(للحديث شجون)
زكي مبارك