بالقبول وجدرت العناية بطريقته، قام العلماء بتاريخ الأدب والمنقطعون للبحث في فنونه وأساليبه يؤلفون المقالات والرسائل، فيدفعون إلى القراء ما غاب عنهم، ويبذلون لهم ما أَشكل عليهم
والذي جرى للرمزية أني ألَّفت مسرحية على طريقتها مع شيء من الاستقلال بما نفسي إليه ترفّ وقلمي له ينساق. ثم جاء النقاد فأحست فئة منهم بغرابة الطريقة عن أذهان قراء العربية؛ فاستهل الأستاذ صديق شيبوب النقد بالكتابة في الرمزية (جريدة البصير)، وأردف الأستاذ الفنان زكي طليمات النقد ببحث لطيف فيها قائم برأسه (مجلة الرسالة)، ونشر الأستاذ أبو شهلا التوطئة التي عملتها للمسرحية ذهاباً منه أنها وافية (مجلة الجمهور البيروتية)، ونوّه بشأن هذه التوطئة الأستاذ الأب الكرملي والأستاذ الصيرفي (في المقتطف) والدكتور زكي حسن (في الأهرام) والأستاذ كامل محمود حبيب (في المقطم) والأستاذ ادجارجلاد في ? ثم نبه الأستاذ نجيب شاهين إلى اتصال الرمزية بالتصرف وخروجها عن الوضوح التام (في المقطم)
ثم فزّ أحد من المتخرجين في كلية الأدب للجامعة المصرية ومن طلبة العلم في (جامعات فرنسا)، وإذا هو يؤلف مقالة عجيبة قد بين مبلغ اضطرابها الأستاذ محمد فهمي في مجلة الرسالة (رقم ٢٥٦)
والرأي إذن أن للمنشي عملاً وللناقد عملاً وللعالم ثالثاً؛ غير أن المنشئ ربما حق عليه أن يؤلف المقالة أو الرسالة في الكتاب الذي يخرجه دفاعاً عنه أو توضيحاً له، وذلك ما أقدمت عليه في مجلة الرسالة يوم آنست من جانب النقاد ميلا إلى إدراج الرمزية المستحدثة التي في (مفرق الطريق) في الرمزية الأولى إدراجاً لا استدرك فيه، فشرحت يؤمئذ خاصية الرمزية التي في مسرحيتي وميزتها في تفاصيلها من الرمزية الأولى
يريد الأديب الفاضل السيد كامل الشرقاوي أن يؤلف المنشئ (كتباً مطولة عن الرمزية تكشف عن مناهجها وما يحيط بها لا توطئات مركزة دسمة إن هي أفادت فئة من الأدباء المطلعين على الثقافة الأجنبية اطلاعاً واسعاً فهي لا تكفي مطلقاً ذوي الثقافات المتوسطة من الأدباء، بل عامة القراء)
إن الأديب الفاضل يومئ ههنا إلى (التوطئة) التي صنعتها بياناً للمسرحية، وقوله فيها حق!