فأني أردت أن تكون التوطئة كما يصفها الأديب الفاضل، وإني لفرح بالنجاح إذ كنت أعلل النفس بأن أؤلف توطئه طريفة تدخل في جانب الأدب (المركز الدسم) لا توطئة مقصورة على عرض المذهب الرمزي (من الخارج) كما تقول الفلاسفة، بأن أسود تاريخها وألم تفاريقها في أسلوب موضوعي بصيح:(إن هذه التوطئة ملفوظة من الكتب فما هي بثمرة تأمل وروية واجتهاد)
إنما المأمول في المنشئ أن يدفع للقارئ غذاء روحانيا لا مواد كتب وكلما (دسم) الغذاء و (تركز) جعل المنشئ القارئ يشاطره فنه. وتلك غاية الإنشاء العالي الناهض على الروّية والتأثر الدفين