متابعة العمل فيه لنشره فسيكون كما قال برجستراسر (ذخيرة للأجيال المقبلة يستفيد منه أبناء العربية وعلماؤها)
وإني أكتفي بهذا القدر من التوطئة والتعريف بمكانة أستاذي العلامة أَ. فيشر ليطلع القارئ الكريم على بحثه فيما يلي:
توجد للقرآن عدة تراجم إلى اللغات الأعجمية. ولقد تعرفت البلاد الغربية القرآن لأول مرة عن طريق الترجمة اللاتينية التي أوصى ببترفون كلوجني المعروف باسم بطرس فنرابيليس ذي النظر الثاقب، كلا الراهبين روبرتس رتننسيس والأرجح أنه كاسترنسيس أي المنسوب إلى شستر والراهب هرمانوس والماتا بوضعها، وكان ذلك حول منتصف القرن الثاني عشر. غير أن هذه الترجمة لم تظهر إلا عام ١٥٤٣ ميلادية عن تيودور ببلياندر من مدينة يال ثم اتخذت هذه الترجمة تكأة لأقدم التراجم التي نعرفها في اللغات الإيطالية والألمانية والهولاندية. وتعد ترجمة لدفيكو مراتشي التي تم طبعها في مدينة بادوا عام ١٦٩٨ ميلادية، وقد حولت الأصل العربي والترجمة اللاتينية والتخطئة أحسن ترجمة للقرآن ظهرت في ذلك العصر. ومن ذلك العهد لم تنقطع قط سلسلة تراجم القرآن إلى اللغات الغربية. ويجدر بنا أن نذكر أن المسلمين من غير العرب ممن لا يفقهون العربية شعروا منذ أمد بعيد بحاجتهم هم كذلك إلى ترجمة القرآن للغاتهم القومية، فكان أن ظهرت تراجم للقرآن إلى اللغات الفارسية والتركية والهندستانية والجودشراتية والبنجانية والسندية والبنغالية والتأميلية ولغة الباشتو ولغة أهل الملايا (وكذلك أيضاً اللغة الصينية؟)، كما أنه ظهرت تراجم ببعض اللغات الأفريقية. ويعد قيام المسلمين في العصر الحالي بترجمة القرآن إلى مختلف اللغات الأوربية أمر له خطورته العظمى. والمرجو عندئذ أن تتوارى التراجم التي قام بها غير المسلمين والتي قد تحمل في طياتها نزعات معادية للإسلام. كذلك يرجى لهذه التراجم المنتظرة أن تكون بمثابة دعاية حسنة للإسلام بين المسيحيين. وهذا الدافع الأخير له أثر كبير في نشاط الأحمدية في هذا الميدان. والأحمدية هي فئة ظهرت حديثاً في لاهور بالهند ابتدعت مذهباً جديداً في الإسلام ونزولا على اقتراح بهذا الشأن لشيخ الجامع الأزهر حضرة صاحب الفضيلة الأستاذ الأكبر الشيخ محمد مصطفى المراغي المعروف بنزعته العصرية، ذلك الاقتراح الذي عضده فيه