القلوب، وجمال الوجود
وقد ترقّ حواشيك بالندى أو الغيث فتنبت فوق ثراك الأعشاب!
أما قلبي فقد أمحل إلى الأبد ولن ينبت فيه شيء
وأشقى الناس من يعيش بقلب أبخل من الصحراء
أيها الليل!
هل رأيت في دنياك من ينافسك في ظلامك غير قلبي؟
هل عرفت منذ أجيال وأجيال شقاء مثل شقائي؟
أيها الليل
خذ السواد من قلبي إن أعوزك السواد
خذا الظلام من حظي إن أعوزك الظلام
خذ من قلبي ومن حظي ذخيرتك للأحقاب المقبلات
خذ مني ما تشاء، أيها الليل، فلن تجد مشتهاك عند إنسان سواي
خذ مني ما تشاء بلا مَنٍّ عليك، فما أخذت السواد إلا منك ولا ورثت الظلام إلا عنك،
ومثلي يحفظ الجميل
أيها الليل
لا تجزع من العزلة، فأنا هنالك أسامرك وأناجيك
لا تفزع من الوحدة، ففي قلبي ظلمات تساير ما تحمل من ظلمات
عندي آلامي، وعندك آلامك، والجريح يأنس بالجريح بالليل
أنا أعرف من أنا في دنياي، فمن أنت في دنياك، يا ليل؟
أنت جزء من الزمان هجرته الشمس فأظلمت دنياه
وأنا جزء من الوجود هجرته الشمس فأظلمت دنياه
إن شمسي تغرب في الزمالك أو في بغداد، فأين تغرب شمسك
إن شمسك تغرب ثم تعجز عن الصبر على فراقك فترجع
وشمسي تغرب فلا ترجع
فليت حظي كان مثل حظك يا ليل!