والمقادير تترفق بك فتسوق القمر والنجوم لإيناسك
وأنا أعاني الظلام المطلق حين تغيب الشمس التي تعرف
فليت حظي كان مثل حظك يا ليل!
وأنت باق على الزمان، وأنا صائر إلى الفناء
فليت حظي كان مثل حظك يا ليل!
والناس يخافون بأسك فيتقربون إليك بالقناديل والمصابيح
وأنا مأمون الجانب فلا يتقرب أحد إليّ بشيء
فليت حظي كان مثل حظك يا ليل
من أسمك يا ليل جاء اسم ليلى، ففيها طغيانك وفيها ظلامك فلا عفا الحب عنها ولا عفا
الله عنك!
هذه داري، وهذا وطني، ولكن أين أحبائي؟
إن قلبي يستحق التأديب، فليتلق من الضيم ما هو له أهل
ألم يتلق رسائل الشوق من بغداد فسكت عنها سكوت الغادرين؟
ألم يتلق رسائل الشوق من باريس فسكت عنها سكوت الجاحدين؟
ألم تنتقل إليه الغادة النورمندية فاستعفى من صحبتها بالقاهرة محافظة على سمعته بين
الناس؟
إن قلبي يستحق التأديب، فليتلق من الضيم ما هو له أهل
أيها الليل
قد اقترب صباحك، فمتى يقترب صباحي؟
لك الخلاص من ظلماتك، فأين الخلاص من ظلماتي؟
ستمضي لشأنك وتتركني يا ليل
إن الظلمات تقتل شبابي وتحيي شبابك
إن الظلمات تصَّيرك أقوى وأعنف، وتصيرني أرقَّ وألطف، والرقة واللطف من بواكير
الفناء
أيها الليل!