ومعه خطيبته، فتشعل بقلبها نيران غيرة عمياء، وتنوي على الفور إفساد ما بينهما واقتناص ذلك الضابط الوجيه لنفسها. . . فتنتهز فرصة غياب (الخطيبة) وتظل تغري الضابط حتى تستميله إليها وتعده بالنزوح معه إلى مرسى مطروح إذا هو تزوجها. . وتعود الخطيبة فيقول لها الضابط إنه قد رأى عدم إتمام الزواج بعد تفكير كثير، وتحار الخطيبة بادئ الأمر ولكنها تعود فتغلب عليها عاطفة (الحبيبة) المخلصة فتضحي بسعادتها وتزور على نفسها رأياً ليس لها، وتعود إلى أبيها فتقول له إنها قررت بعد تفكير عدم إتمام الزواج. . . ويلح عليها والدها في معرفة السبب فتقول له إنها رأت أخيراً أنها لا تحبه. . . وأنها تشعر بأنها لن تكون سعيدة معه. وتذهب بنت الهوى مع الطيار في طائرته إلى مرسى مطروح ولكن عيشة تلك الجهات الحربية الصحراوية لا تروقها، ولا تمضي بها شهور حتى تكون قد شعرت بأنها سجينة، وساعد على نمو هذا الشعور في نفسها أن زوجها كان كثير المهام الرسمية فلم يكن يجد عنده الوقت الكافي لمرافقتها في نزهتها
وبمناسبة أحد الأعياد الإفرنجية تقضي العادة أن تقام حفلة راقصة في (استراحة) المدينة. فانتهزها الطيار فرصة وأسر في نفسه أن يصطحب زوجته معه في تلك الليلة إلى المرقص، لتبهج نفسها، ولترقص، وليغشى بصرها بصيص من نور الحياة الأوربية التي حرمتها مرة واحدة. وإنه لكذلك إذا بإشارة مستعجلة يتسلمها الضابط وكان قد اختير رئيس فرقة لمهارته وذكائه، يأمره القائد العام بالذهاب إلى جهة بعيدة بأقصى سرعة مستطاعة. وإذ كان الضابط لا يعرف نفسه وزوجه قبل أن يعرف واجبه، أسرع إلى طائرته بعد ما أفضى إلى زوجته بجلية الأمر، وانطلق على بركة الله وفي سبيل الواجب. . .
في نفس تلك السويعات يصل إلى مرسى مطروح ابن الذوات الذي كان الضابط قد أنقذه، وكان طبيعياً أن يفكر - أول ما يفكر - في زيارة منزل الضابط الذي أنقذه والذي توشجت بينه وبينه عرى صداقة وثيقة، ويذهب إلى المنزل فلا يجد الضابط ويجد زوجته، فلا تكاد تراه ولا يكاد يدعوها للذهاب معه إلى الليلة الراقصة، ويفهمها أنه جاء من مصر إلى مرسي مطروح ليرقص في هذه الليلة حتى تستجيب لدعوته، وترافقه إلى الاستراحة حيث البهجة والرقص. ومعلوم أن صداقتها القديمة له لابد أن يكون لها أثرها في موقفهما الشيطاني اللعين