للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وترقص الزوجة، وتمعن في الرقص، وتشرب وتسرف في الشراب، وتمجن وتذهب في المجون إلى آخر الشوط. ويرى ذلك (القومندان) رئيس زوجها الذي يعرف فيه الشرف والاستقامة، فتثور ثائرته ويغار على شرف مرؤوسه، ولكنه لا يجرؤ على أن يفعل شيئاً آنذاك في العلن وعلى ملأ من الناس، ويرى زملاء الطيار ما انزلقت إليه زوجة زميلهم، فيسخطون ويتذمرون. حتى إذا انتهت الليلة عادت الزوجة إلى منزلها بعد أن اتفقت مع (صديقها القديم) على الهرب. . . ويلحق (القومندان) بها ويؤنبها على سلوكها ويفهمها كل ما صدر عنها مما لا يصدر عادة عن الحرائر الكريمات، ولكنها تهزأ بتأنيبه ولا تسمع لقوله فيخرج وقد صمم على الإفضاء إلى زوجها بكل شيء. . .

ولا يكاد (القومندان) يوليها ظهره حتى تجمع ملابسها في حقيبة وتسرع فتلحق بصديقها وتتحرك بهما الطائرة في طريقهما إلى مصر. . . ولكن الطائرة لا تصل إلى مصر إذ يصيبها حادث فتفقد توازنها وتهوى براكبيها في جهة غير صالحة لنزول الطائرات

وكانت إدارة مطار القاهرة تنتظر وصول الطائرة، فلما لم تحضر في الموعد أبلغت الأمر إلى جهات الاختصاص، وجرى البحث عنها دون جدوى، ويقر رأي الجميع على أنه ليس لإنقاذ هذه الطائرة والبحث عنها إلا ضابطنا البطل. . . ولكنه يرفض أن يقوم للمرة الثانية بإنقاذ اثنين خاناه وعبثا بشرفه. . . وأخيراً يصله خطاب من ابنة عمه وخطيبته السابقة - بعد أن تكون قد عرفت كل شيء من الصحف - تعرض عليه حبها من جديد وتطلب إليه أن يقوم بإنقاذ الطائرة المفقودة. . . ويفعل الطيار ذلك، وفي عودته يصاب بحادث من فرط ألمه، بعد أن تكون زوجته قد اعترفت له بأنها هربت ولكنها لم تعبث بشرفه قط، وإن هربها إنما هو لسبب أنها تعيش معه عيشة لم تخلق لها. . . ولا يصحو في المستشفى إلا وابنه عمه إلى جوار رأسه ويستيقظ وزوجته القادمة تداعب شعره وتقبله قبلة الحب والتضحية

<<  <  ج:
ص:  >  >>