فساد الأخلاق، واستولى عليهم حب اللهو والخمول، حتى كانوا في أواخر أيامهم يرون العمل لا يليق إلا بعبيدهم. أمسك أبناؤها عن التحلي بما تحلى به آباؤهم الأولون من فضائل الخصال فسقطت الدولة ولم تكن أهلاً للبقاء. وهكذا تسقط الأمم الخاملة المنهمكة في اللذات، الراتعة في بحبوحة الترف، والتي تستنكف العمل الصالح، تسقط لا محالة ويخلفها في عظمتها الأمم الحية العاملة) ثم يقول في موضوع آخر (ومجمل القول أن سلامة الأمم والحكومات تتوقف على سلامة الأخلاق ولن تكون أمة عظيمة من أفراد فاسدي الأخلاق، مهما لاحت عليهم آثار الحضارة والرقي. ولكنهم لا يلبثون أن يتلاشوا متى صادفتهم عقبة أو غشيتهم شدة. ولن يكونوا ذوي قوة حقة ورابطة متينة وسلامة تامة إلا إذا اتصف كل فرد منهم بالصفات الجميلة والخصال الحميدة والأخلاق الفاضلة).