المفترسة) بل تركبها أولاً من الهواء والماء والأرض بفعل قوة الشمس بواسطة المادة الخضراء (الكلورفيل) على الوجه المتقدم بيانه ثم تتغذى بها
على أن هذا الفاصل غير شامل لجميع النباتات، فإنه فضلاً عن النباتات المفترسة توجد طائفة أخرى كبيرة هي النباتات الفطرية المعروفة بعض أنواعها العليا عند الجمهور في مصر باسم (عيش الغراب) وهي خالية من المادة الخضراء فلا تستطيع أن تركب غذاءها بنفسها كما تفعل النباتات الأخرى ولكنها تتناوله مركباً - كما تفعل الحيوانات - من الأجسام الحيوانية والنباتية الأخرى. ومن أجل هذا نراها جميعها طفيلية تعيش على غيرها من الأحياء أو أجزائها الميتة أو مشتقاتها.
وعلى هذا تكون النباتات الفطرية الحلقة المتوسطة بين الحيوانات والنباتات، ولولا وجود السيليلوز فيها لعدها البولوجيون من الحيوانات. فهي نبات من جهة احتوائها على السيليلوز وحيوان من كيفية تغذيتها. وفي هذا الدليل الواضح على وحدة النباتات والحيوانات وعلى تسلسلها من أصل واحد وهو الجمادات كما سنبينه في المقالات القادمة.