ليس في جميعها على الإطلاق) ويشتق أو يولد كل فرد منها من فرد مماثل له، ثم ينمو بالتغذية، ثم يتناسل ويتكاثر بدوره، ثم يضعف ويموت متأثراً بما يتراكم في أنسجته من بقايا احتراق المواد الغذائية ومن تعفن فضلات الطعام داخل جسمه قبل إفرازها، عدا الحيوانات والنباتات الأولية ذات الخلية الواحدة فإنها أحياء خالدة لا تموت إلا إذا طرأ عليها حادث مهلك يقتلها كأن يجف مثلاً الماء الذي تعيش فيه أو يفسد.
وحدة الحيوانات والنباتات
ينتج مما تقدم أنه ليس هناك فرق جوهري بين الحيوانات والنباتات حتى لقد حار العلماء في إيجاد حد فاصل بينهما أو محك للتمييز بين بعض الأحياء السفلى الملتبس في أمرها لمعرفة هل هي حيوانات أو نباتات. ولم يجدوا أمامهم غير فاصل واحد هم أول من يعترفون بأنه سطحي ظاهري ونعني به مادة السيليلوز التي تتركب منها أغشية الخلايا النباتية فإنه لا وجود لها في الحيوانات
ولكن هذا الفاصل غير شامل لجميع النباتات في جميع أدوار حياتها لأنه توجد بعض الأنواع السفلى من النباتات الفطرية من فصيلة الميكزوميست تقضي حياتها كلها أو معظمها دون أن تكون لخلاياها أغشية من أي مادة كانت. غير أنه إذا ساءت الأحوال الجوية أفرزت هذه النباتات حول نفسها مادة السيليلوز فتتقي بهذا تقلبات الجو. أما في باقي الفصول المعتدلة فإنها تعيش خالية من هذه المادة.
ثم إنه من جهة أخرى توجد في جميع الحيوانات مادة تعد شقيقة السيليلوز من الوجهة الكيميائية وهي السكر، فكلاهما مكون من امتزاج الفحم بالماء ولكن على نسب مختلفة في كل منهما. ولذلك أطلقوا على هذه المجموعة اسم (هيدرات الكربون) التي منها أيضا النشا ومادة الخشب
وهناك فاصل فسيولوجي بين الحيوانات والنباتات قد يكون أهم إلى حد ما من الفاصل المتقدم وهو كيفية التغذي في كل منهما. فقد قلنا فيما تقدم إن الحيوانات والنباتات تتغذى على السواء، وأنه لا بد لغذائهما من نفس المواد الزلالية والدهنية والسكرية، ولكن الفرق بينهما هو أن الحيوانات تتناول هذه المواد مركبة مهيأة من الحيوانات الأخرى أو من النباتات. أما النباتات فإنها بحكم تكوينها لا تستطيع أن تتناولها مركبة (مع استثناء النباتات