للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

أم أدباء روسيا: لرمنتوف وجوجول وتولوستوي ودستوفسكي وترجنيف وبوشكين وجوركي؟! ماذا أسلف هؤلاء جميعاً؟! لقد مهدوا بأدبهم الباكي المتوجع البائس الفقير الغارق في الدموع لهذه الشيوعية المخربة التي تستبد بالناس وتسومهم الخسف وتهدم مساجدهم وكنائسهم وبيعهم وتبيح نساءهم باسم لدولة. . . فكأنهم تخلصوا من راسبوتين ليقعوا في براثن ستالين!!

وبعد. . . فنحن لا نحصي أدباء العالم هنا لنوازن بين ما انتهى إليه أدبهم وبين ما انتهى إليه أدب الرسول الكريم. . . ونحن لا نقص من الآداب الرائعة التي لها قيمتها ولها أثرها لنرفع أدب نبينا بغير حق، بل نحن نقارن بين مُثُل ومُثُل ونوازن بين خير كثير أصاب الإنسانية على يد رجل واحد وخير كثير أصابها على أيدي كثيرين، وشتان بين الأدبين

أما ن يقول أحد إن الأدب هو القصة، فلقد قص الرسول أحسن القصص وأروعه، في أحسن عبارة وأقوى أسلوب. . . وأما أن يقول أحد إن الأدب هو الشعر، فما كان محمد شاعراً، ولم ينبغ له أن يكون شاعراً، ومع ذاك فقد يَسر الله بلسانه في القرآن من المعاني والأوصاف والأمثال والتشريع والحكمة وجمال الأداء، وإعجاز التراكيب، ما لم يتيسر لشاعر من شعراء العالمين. وكذلك حديث رسول الله، فهو ثروة ثانية من أروع صور الآداب، ومنهل عذب للواردين

وأما أن يقول أحد إن محمداً لم يؤلف درامة، فحسبه أنه كان يمثل درامات الحق فوق مسرح الواقع، وليس في الأدب المسرحي جميعاً ما هو أروع من إسلام حمزة أو موت حمزة، وإسلام عمر أو مقتل عمر، وهجرة محمد من وطنه العاق إلى مُهاجَره الصادق، وصبر أصاحبه على أذى قريش وكفران قريش، ورمي المنافقين زوج الرسول بالإفك وصبر عائشة لذلك. . . وهذه المئات والمئات من مشاهد الدرامة الكبرى التي قام بأدائها الرسول، والتي رواها وقص فصولها في واقعه، ويسر الله لسانه بذكرها في قرآنه

صلى لله عليك يا رسول لله إذ يسألك أبو بكر: لقد طُفْت في العرب وسمعت فُصحاءهم فما سمعت أفصح منك، فمن أَدَّبك؟ فتقول: أَدَّبني ربي فأحسن تأديبي!

دريني خشبة

<<  <  ج:
ص:  >  >>