الاجتماعية فيأتي يوم في المستقبل يسود فيه التضامن التام بين الناس وتعم الروح الاجتماعية ويزول الشر من النفوس، وتمتنع الجرائم والحروب وتنتشر الفضيلة، ويصبح الإنسان مطبوعاً على الخير وحب المجموع بغريزته وتقفل المحاكم والسجون أبوابها.
وقد تزول الحكومات على ما يتوقع هربرت سبنسر، وغيره من علماء الاجتماع، ويخلص الناس من نير الأحزاب السياسية ومساوئها وغرور زعمائها وعبثهم بعقول الناس، وتمجيد الجماهير البلهاء لهم؛ ويكون العلم قد قهر الأمراض، وعالج الشيخوخة، وتغلب عليها (وما هي إلا مرض كسائر الأمراض الأخرى، عبارة عن تسمم تدريجي نتيجة التغذية يضاعفه فعل كريات الدم البيضاء المفترسة) فتطول حياة الإنسان، وقد يمتنع الموت وهو ليس بنتيجة لازمة للحياة بدليل الحيوانات والنباتات الخالدة، وهي الأحياء الأولية ذات الخلية الواحدة، مما سنشرحه في مقال قادم. ويكون بنو الإنسان قد حلوا المشكلة الاجتماعية الكبرى الخاصة بتوزيع العمل وخيرات الطبيعة بينهم توزيعاً عادلاً، فيعيش البشر في سلام ونعيم دائمين، ذلك النعيم الذي ظلوا العصور الطويلة يحلمون به ولن يحققه لهم إلا العلم.