قال الدكتور ناجي: ولست أنا بالذي يقول: (اهتيام) و (شحط)؛ ولا بالذي يبدأ البيت بقول (بأبي) فهذه لغة أستسيغها منسوبة إلى أبناء عصرها، ولكني لا أقبلها من أبناء عصري. ولقد كان العباس رقيقاً دمثاً لما قال شحط، ولم يقل افرنقع؛ وقد كانت الكلمة الثانية تقال في عصره، فعمد إلى أرق الكلمتين. ولكن عصرنا فيه ما هو أرق وأعذب وأصدق في التعبير عن خوالجنا المهذبة؛ ولكن رامي (عفا الله عنه) ينسب لي من شعر القدماء ليرميني بالعدول عن مذاهب المجددين، وسأحاربه هو وأمثاله بمثل هذا السلاح حتى يستقيموا. ثم أنشد:
لأروين لهم من غير قولهم ... حتى أجدد فيهم عهد حماد
قال أبو الفرج الأسكندراني: والغريب أن الدكتور ناجي يذكر أحد الحمادين، ويتهدد بأن يسلك مسالكهم، ولا يرى أنه بذلك قد (شحط) عن التجديد. وقد همّ أبو الفرج بأن يبدي هذه الملاحظة، ولكنه خشي أن يؤخذ بها لو أذاعها. فإنه هو أيضاً يعارض كتاب الأغاني وينتحل لنفسه لقب:(أبي الفرج)
قال الدكتور زكي مبارك، وقد أدرك لفطنته ما جال بخلد الأسكندراني وإن لم يقله: لا عليك من ذلك، فالتجديد لا يكون إلا من الراسخين في العلم بالقديم. وهذا مارتن لوثر ما استطاع إنشاء المذهب البروتستانتي إلا لأنه كان قسيساً كاثوليكياً، وإنني ما أنشأت مذهب البروتستانتية في الأدب العربي إلا لأني أزهري
حدثنا الدكتور زكي أبو شادي. . . بل لم يحدثنا بشيء لأنه صاحب مجلة تتعرض للناس بالسوء.
وحدثنا صالح جودت قال: إن حماداً الذي يذكره الدكتور إبراهيم ناجي في قوله.
لأروين لهم من غير قولهمو ... حتى أجدد فيهم عهد حماد
ليس أحد الحمادين الذين يشير إليهم الدكتور زكي مبارك، ولكنه الأستاذ محمد علي حماد