فهل نترك هذا الزعيم بلا تفنيد رعايةً لهذا (الأديب)؟
وهل هان الأدب العربي على أهله حتى يتركوا زمامه لمن يتخيل فيخال؟
إن من حق ابن خفاجة علينا أن نجلو صفحة من حياته الشعرية والنثرية تبين كيف كان ذلك الرجل فناناً بارعاً تجري أنامله على أوتار الوجود، فهو من مفاخر اللغة العربية، وهو حجتها يوم يتطاول عليها من لا يدركون أسرار البيان.
وقبل الشروع في الكلام عن ابن خفاجة أرجو أصحاب الجرائد والمجلات في غير مصر أن يصححوا رأيهم في أسباب هذه المقالات، فليس من الصحيح أني انتهزت فرصة الأخطاء التي وقع فيها أحمد أمين لأشفي صدري منه أو لأشفي صدر صديقي صاحب الرسالة، فليس بيننا وبين الأستاذ أحمد أمين خصومة شخصية، وإنما هي مصر تروض أبناءها على مخاصمة أصدقائهم في سبيل الحق.