نختبئ في الزقاق. . . قوموا. . . قوموا. . .) ولكن الصبيان الذين ألفوا الذل واعتادوا الضرب، أنكروا ما قاله الطفل. . . فلم ينتظرهم بل تأبط حذاءه. . . وقام يعدو نحو صحن الدار. . . ثم فتح الباب وخرج إلى الزقاق يتنفس الصعداء. . .
ويعود إلى الدار كالقائد الظافر. . . فيستعيذ أبوه من الشيطان عند ما يراه، وتشهق أمه من العجب فتسأله كيف فرّ من الكُتاب! ولكنه يطأطأ رأسه ويسرع فينزع ثيابه. ثم يتسلق خشب العريشة، وينادي ابنة جاره الصغيرة فيسألها:
- أتلعبين بالدحاحل يا حسنا. . . لقد عدت من البستان! أما الأب فيعبس ويثور. وأما الأم فتضحك وتقول:
دعه. . . فإنه صغير
وانغمس في الفراش، وفي العين دمعة، وفي الصدر آهة، وفي النفس آلام