للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كثيراً ما قلنا للفرقة القومية: المسرحية المرضية إذا ترجمت خير من المسرحية التافهة وإن كانت مؤلَّفة. والتأليف المسرحي في الأدب العربي لا يزال في عهد الاستواء، فاطلبوا النماذج الحسنة وانبذوا الرديئة. ولا يضير بلداً أن يقال فيه إنه لم يخرج بعد عدداً من الفلاسفة المبتكرين أو الشعراء الفحول. . . إن مجد الأمم لا يرتجل.

وعلامةً أتعجب بها مما جاء في الصفحة الأولى من (مصطلحات في باب الأحياء والطب) من (مجلة مجمع فؤاد الأول للغة العربية) (ج ٤ ص ١١ والشرح). أصبت في تلك الصفحة: (الحركة الذاتية) بازاء ثم (الحركة الخارجية) بازاء والذي يعرفه طلاب الفنون أن كلمة تنظر إليها في العربية كلمة (فعّال) وأن تنظر إليها كلمة (منفعل) و (انفعالي) وهما من المقولتين (يفعل وينفعل) (راجع هذا في (مباحث عربية) ص ١٢٠، الحاشية). وأما (الحركة الذاتية) فشيء آخر (وتصيب تعريف هذا التعبير في (كشاف اصطلاحات الفنون) مادة (الحركة) ص ٣٤٣، وفي (التعريفات) مصر ١٢٨٣ ص ٥٨). وكيفما كانت الحال فإن التعبير الذي يقابل (الحركة الذاتية) هو: (الحركة العرضية)، كما جاء في ذينك المرجعين. هذا وكأني بالمجمع عبَّر بـ (الحركة الخارجية) عن (الحركة القسرية) (وهذا من المصطلحات العربية) و (هي ما يكون مبدؤها بسبب ميل من خارج كالحجر المرمى من فوق) (التعريفات). ومما يقابل (الحركة القسرية) في المصطلح: (الحركة الإدارية).

ثم علامةً أتعجب بها مما جرى به قلم الصديق الدكتور زكي مبارك، إذ أخذ عليَّ في العدد السابق أني أغلَّب إلقاء الشعر بحسب المعاني والألفاظ على إلقائه بحسب التفاعيل، وسبب التعجب أن زميلي الباريسي يعلم فوق علمي أن أهل الدراية من عرب وأعاجم مجمعون على أن الشاعر خير من الوازن، وكانت العرب تقول في موضع الذم: (إنما هو عروضي، ومقطع أبيات ووزان تفاعيل)، وما كان لهذا أن يكون لولا أن الشعر يقوم بمعناه ولفظه فوق ما يقوم بوزنه، وذلك فضلاً عن أن مجرَّد الوزن إنما هو للأذن، وأما المعنى واللفظ فلما يليها في الباطن؛ والطرب لا يأخذ النفس اللطيفة من طريق الحس الظاهر، بل هذا الحس إذا علا شأنه طغى على الوجدان، فمما يحسن به إذن أن يتواضع، ومما يحق على الوزن أن ينتشر خِفيةً في تضاعيف البيت. ثم كيف يكون مأخذ الصديق صاحب (ليلى

<<  <  ج:
ص:  >  >>