ويلي شيخ المشايخ - شيخ الحرفة - ينتخبه أكبر أعضاء النقابة من بين أبرع ماهري الحرفة، ولم تكن تتبع أية قاعدة في الأولوية سواء أكان ذلك من جهة السن أم طول زمن العضوية فقد يكون الشيخ، وقد كان كذلك في كثير من الحالات، شاباً حدثاً، بل كان يطلب فيه أن يكون فاضل الأخلاق، عاملاً ماهراً محترماً بين رجال الطائفة قادراً على تمثيلهم أمام السلطان. كان منصب الشيخ وراثياً في بعض الطوائف، ولكنه خاضع دائماً لمصادقة المنتجين. ويعين الشيخ لكبر سنه، ويمكن استبداله إن وجد أنه غير جدير بمنصبه. وكانت واجباته: دعوة الاجتماعات وترأسها، وملاحظة المحافظة على مستوى الطائفة، ومعاقبة مخالفي قواعد الحرفة، وتنظيم شئون العمل (وكان هذا يفوض إلى الأساتذة)، والإجازة إلى درجة صانع أو أستاذ، وأن يكون رأس الطائفة المسئول في كل العلاقات مع الحكومة. أما فيما يخص انتخاب الشيخ فقد لاحظ قدسي أنه لم يكن ينتخب بالأكثرية، فعند خلو كرسي الرئاسة يجتمع الأساتذة المتقدمون، ويتناقشون في المرشحين القابلين للانتخاب فإن لم يتفقوا على شيء يعين شيخ المشايخ شيخاً على كل حال. ثم يثبت شيخ المشايخ الشيخ الجديد في حفلة خاصة. كان للشيخ مساعد يسمى شاويش، وعلاقته بالشيخ كعلاقة النقيب بشيخ المشايخ مع هذا الفرق الهام وهو أنه بينما كان النقيب يعين بواسطة شيخ المشايخ كان الشاويش لا يعين إلا بموافقة المنتجين. ولم تكن للشاويش سلطة خاصة. بل كان ممثلاً، وضابط تنفيذ لشيخ الحرفة. ويخبرنا قدسي أن منصب شاويش قديم جداً ولكن الاسم حديث
يشتغل المبتدئ من غير أجرة لعدة سنوات حتى يصل إلى سن الرجولة، وتصبح له مهارة في الحرفة (على كل كان البعض ينال أجراً أسبوعياً زهيداً حسب ما يستحق). ثم يصبح بعد ذلك صانعاً، فإذا لم يتقن حرفته ويتقدم إلى أستاذ بقيت أجوره واطئة ومنع من الاشتغال لحسابه الخاص
كان الصناع في زمن قدسي يشكلون هيكل الطائفة، وكانوا أكثرية عظيمة. ويخبرنا أنهم كانوا حافظي سر الطائفة وناقلي أسرارها ما يليهم
ثم يمضي قدسي في وصف مطول لحفلات الإجازة. يدخل في ذلك اليمين بالمحافظة على أسرار الطائفة والصنع الجيد، وكذا الرسوم والقوانين المتقنة التي تنظم كل مظهر من