مظاهر حياة رجال الطائفة مع كل العلاقات والإشارات المعمول بها. وأخيراً يشير قدسي إلى التشابه بين هذه الحركة وبين الماسونية الحرة في أوربا متسائلاً عما إذا كانت هناك علاقة بين الاثنين
يكفي ذكر الملاحظات عن الطوائف المصرية حيال هذا الوقت لنتبين بعض الاختلاف فشيخ المشايخ غير معروف هنا. وإنما نجد الطوائف تحت رئيس البوليس. . . كان لرئيس الطائفة (ويدعى هنا شيخ الطائفة) سلطة نظارة العمال وتسوية الخلافات فيما يتعلق بمهنهم ومعاقبة المخطئين وكان يدعو مجلساً من المختارين (نواب رئيس الطائفة) عند الضروريات يشكل محكمة قضاء لرجال الطائفة. ولم تكن توجد درجة صانع، بل كان المبتدئ عند إجازته يرفع إلى منزل اسطي أو أستاذ رأساً. وكان يطلب منه صنع شيء نموذجي
ويهمنا بصورة خاصة معرفة أنه كان في طوائف القاهرة نوع من أنواع التأمين ضد البطالة والمرض يتعاون في ذلك جميع الأعضاء
لم تستطع كل هذه التشكيلات التي دامت دون تغير تقريباً حتى القرن التاسع عشر، وأحياناً حتى القرن العشرين مقاومة هزة الفتح الأوربي، ففي كل محاولة في البلاد الإسلامية أخذت طرق الإنتاج القديمة تفسح المجال لطرق جديدة، وهكذا بدأت الطوائف تنحل. وتحولت هذه التشكيلات في أغلب الأحيان إلى اتحادات النوع الأوربي كما اشتركت بعض نقابات تونسية وسورية، ومن الهند الصينية الهولندية في اتحادات العمال الدولية، وهناك نقابات أخرى في دور انتقالي
بقي علينا أن نذكر ناحية غريبة من حياة الطوائف الإسلامية (أي ما يعرف بالطوائف الوضعية)، فمن أزمان متقدمة نجد في البلاد الإسلامية طوائف منظمة كاملة في مراسيمها ونظمها وتقاليدها من نوع آخر من الحرف كاللصوص وقطاع الطرق فكانت (لبني ساسان) أو (نهابي القاهرة) المنظمين سطوة عظيمة لمدة طويلة. وفي دور الفوضى في عصر الخليفة العباسي المقتفي ١١٠٦ - ١١٣٦م سيطرت طوائف اللصوص في بغداد على هذه المدينة وهذه الطوائف التي لم تكن لها دون شك أية علاقة بطوائف الصناع الحقيقية ساعدت على حط سمعة هذه الطوائف؛ وكانت يتخذها أعداء الطوائف وسائل للتهجم عليها