ما هي النتائج العامة التي تستخلص من هذا العرض للطوائف الإسلامية؟ يظهر لي أننا نستطيع أن نستخلص أربع خصائص تميز تنظيمات النقابات الإسلامية من تنظيمات النقابات الأوربية كما يلي:
أولاً: على العكس من النقابات الأوربية التي ظهرت لخدمة عامة معترف بها ولها امتيازاتها وتدار من قبل السلطات العامة للأمير أو البلدية أو الملك نشأت النقابات الإسلامية من تلقاء نفسها، من الشعب، وتكونت لا إجابة لحاجة الدولة، بل إجابة لحاجات كتل العمال أنفسهم، كما أن النقابات الإسلامية اتخذت، خلال فترة قصيرة، إما عداوة مكشوفة للدولة، وإما عدم ثقة. وقوبل ذلك بالمثل من قبل السلطات العامة سياسية أو دينية. ويظهر مدى هذا الشعور ضد السلطات الحاكمة من بروزه المفاجئ في القرن العشرين في الدور الهام الذي لعبته النقابات في الثورة الإيرانية، ومن التطور المريع للنقابات الإسلامية إلى كتلة ثورية في الهند الصينية. وفي الرابطة القوية بين هذه النقابات وبين الشيوعية الأوربية. ولا ينقص قيمة هذا الاستنتاج منح بعض الأمراء السنيين وضعاً مقيداً للنقابات للحصول على تأييدها كما لا ينفي وجود خلافات في بعض الأحيان بين الحكام الأوربيين والنقابات كون هذه المؤسسات أميرية
ثانياً: تنتج الخاصة الثانية لحياة النقابات الإسلامية أولا مما ذكرناه الآن، وثانياً من حالة طرق الإنتاج التي لم تتغير في الأراضي الإسلامية منذ القرن الثاني عشر حتى القرن التاسع عشر. فلا يوجد في تاريخ النقابات الإسلامية ما يماثل الازدهار العظيم في النقابات الأوربية في القرنين الخامس عشر والسادس عشر، الذي انتهى بانقسام هذه النقابات إلى سادة وصناع:(طبقتين مختلفتين ومتعاديتين). وفي ارتفاع السادة السياسي والاقتصادي العظيم، وفي تنظيم نقابات خاصة للصناع كسلاح في نضال الطبقات العنيف الذي نتج. أما في الإسلام، فقد بقي الأستاذ والسيد والصانع والمبتدئ طبقة واحدة في المجتمع على اتصال شخصي قريب فرتبة الصانع وهي مؤقتة وانتقالية دائماً، وفي أكثر الأحيان غير موجودة، لم تتطور أبداً إلى منزلة اجتماعية دون أمل في الارتقاء إلى رتبة أستاذ، فالنقابة الإسلامية لخلوها من التفريق الاجتماعي الداخلي الذي يقسم النقابة الأوربية، حافظت على خاصتها التي انطبعت بها عندما ظهرت في القرنين العاشر والحادي عشر، وهي المساواة