إبان الفيضان، وكالغصن عند سكون الريح، وكالوردة قبل أن تهاجمها أشعة الشمس وأعين الرقباء.
لو كنت يا دكتور من أشرار الأدباء - إن كان بين الأدباء شرير - أو كنت من أدباء الشرور (إن وجد بين ذخائر الأدب شر) لما ترددنا لحظة من يوم أن ظهرت على المسرح الأدبي في الحكم عليك بما فيك، وقدمنا لك حسابك وأسلمناك لما تقوم به من صراع، ووقفنا في صفوف المتفرجين، أو قبعنا في زاوية بمنأى عنك بعيدين عما يصب عليك. ولكنك رغم إقلاقك للنائمين من مضاجعهم بصوتك المدوي نلمس إخلاصك ونؤمن برقة إحساسك.
نريد أن نحكم عليك يا دكتور بعد أن تجري التجربة الباقية وبعد أن اجتزت التجربة الأولى بكل نجاح.
وإلا فاجعل لنا يوماً من نفسك على صفحات (الرسالة) تحدثنا فيه بالصراحة التي نعدها من أهم مقوماتك - عن زكي مبارك كما يعرفه زكي مبارك، شارحاً لنا وجهتك في الحياة الأدبية التي نعتقد أنك تعيش فيها منفرداً، فأنت أجدر من يتحدث عن نوايا النفوس.