دقائق الشؤون يرجع إلى أنهما ابتدءا حياتهما الأولى باحتراف التدريس، والتدريس يوجب التفكير في تفهم الأغبياء قبل التفكير في مسامرة الأذكياء، ولعل هذا هو السبب في اهتمام طه حسين وأحمد أمين بالطواف حول هوامش المشكلات!
وأوصيهم بأن يذكروا أن المازني والعقاد كانت إليهما زعامة النقد الأدبي في أعوام الحرب الماضية، وأن الكتابة السياسية لم تستطع أن تصرف هذين الرجلين عن العناية بالأسلوب.
أما بعد فأنا أشعر بأني لم أقل شيئاً في العقاد، مع أني قلت فيه كل شيء، فان كنت أنصفته فقد أنصفته بحق، وإن كنت ظلمته فقد ظلمته بحق، ولكني قبل كل شيء وبعد كل شيء قد انتصرت على نفسي فتناسيتُ ما كان بيني وبينه من القتال في سنة ١٩٣٥ على صفحات جريدة الجهاد يوم سمحت له نفسه بأن ينضم إلى غريمي طه حسين.
والله المسئول أن يطيل حياة هذين الرجلين، فهما من ذخائر مصر على وجه الزمان. وهل سيطرت مصر على الحياة الأدبية في الشرق إلا بفضل ما في أبنائها من شراسة وعرامة واستطالة واستعلاء؟