لزنوجه البصرة يوم الجمعة وليلة السبت ويوم السبت يفعلون بها وبأهلها ما يشاءون. . .! حتى حرق المسجد وأحرقت البصرة في عدة مواضع، واتسع الحريق من الجبل إلى الجبل
وقدّمت الخدعة إلى أهل البصرة بأن من دخل دار فلان فهو آمن؛ فجاء أهل البصرة قاطبة إلى دار الأمان ثم غُدر بهم وقتلوا، فكان السيف يعمل فيهم وأصواتهم مرتفعة بالشهادة، فقتل ذلك الجمع كله ولم يسلم إلا النادر منهم. وعظم الخطب بالقتل والتحريق والنهب؛ فمن كان من أهل اليسار أخذوا ماله وقتلوه، ومن كان فقيراً قتلوه لوقته. وبقوا كذلك عدة أيام
ابن الرومي
هذه الصورة الدموية البشعة التي نلخصها تلك السطور السابقة عن خراب البصرة على يد الزنج قد أوحت لعلي بن العباس ابن جريح (ابن الرومي) قصيدة عجيبة هي من غرائب الشعر العربي وضوح بيان وقوة تصوير وإعجاب خيال وصدق عاطفة. وهي من بدائع الشعر العربي كله. هذه القصيدة هي التي نقدمها لقراء الرسالة