للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الأمراء. أما الرنوك المركبة فيرى عليها علامات متعددة على أقسام الرنك الثلاثة، وهي ليست شخصية، كما هي الحال في الرنوك البسيطة، بل هي رنوك جماعات من المماليك تنتسب كل جماعة منهم إلى أحد السلاطين أو أحد كبار الأمراء كالمماليك المؤيدية والأشرفية والظاهرية مثلا

وكانت الرنوك البسيطة هي الشائعة في عصر المماليك البحرية. ولم تظهر الرنوك المركبة إلا في عصر المماليك الشراكسة، فبدأت بعلامتين فقط على الرنك أيام السلطان برقوق، وتدرجت إلى أن وصلت إلى سبع علامات على الرنك الواحد في عهد السلطان قايتباي والسلطان قانصوه الغوري

ويوجد نوع آخر من الرنوك خاص بسلاطين المماليك فقط ويسمى في الاصطلاح العرفي - نقلا عن الغربيين - (خرطوشاً).

وهذا النوع على شكل دائرة مقسمة إلى شطب في الوسط وقسمين آخرين أحدهما أعلاه والآخر أسفله ولا توجد عليه علامات كما في الرنوك الأخرى، بل عليه كتابات باسم السلطان، مثال ذلك كتابة باسم السلطان قايتباي (انظر الشكل) تقرأ: على الشطب: عز لمولانا السلطان الملك الأشرف، وفي أعلاه: أبو النصر قايتباي، وفي أسفله: عز نصره. ويرجع أقدم هذه (الخراطيش) إلى أواخر القرن الثالث عشر وأوائل القرن الرابع عشر الميلادي فظهرت أولاً على الأواني كالمشكاوات الزجاج، وأقدم ما نعرفه منها على المباني خرطوش باسم السلطان الناصر بن محمد قلاون على حائط في حوش بردق بجوار مسجد السلطان حسن

وتوجد بدار الآثار العربية مجموعة قيمة من الرنوك على الأواني والأدوات المختلفة الأشكال والأنواع من الزجاج والخشب والأقمشة والرخام والأحجار والقاشاني والخزف والفخار المطلي والنحاس إلى غير ذلك. وكذلك في المتاحف الأخرى والمجموعات الخاصة، ولكن عدد الرنوك المصحوبة بكتابات تاريخية قليل بالنسبة إلى العدد الهائل الذي وجد منها في حفائر الفسطاط.

محمد مصطفى

أمين مساعد دار الآثار العربية

<<  <  ج:
ص:  >  >>