للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وأثبتت هذه الدراسات أيضاً أن سبع علامات من التي ترى على الرنوك يمكن الاستدلال بها بوجه قاطع على الوظائف التي تمثلها، وهذه العلامات هي: الكأس للساقي أو الشراب دار وهو من يتولى سقاية السلطان، والخانجة أو المائدة المستديرة للجاشنكير الذي يتذوق الطعام للسلطان، وعصاتا لعبة البولو للجوكندار وهو المشرف على هذه اللعبة. والدواة للدوادار أي كاتب السر - وكان المرحوم عبد الحميد مصطفى باشا أول من أثبت أن الدواة علامة كاتب السر - والبقجة المربعة للجمدار أي حامل الملابس، والسيف أو الخنجر للسلاحدار وهو الذي يحمل أسلحة السلطان، والقوس للبندقدار أي رامي النشاب. وجل هذه الوظائف لها صبغة عسكرية يتقلدها - على حد قول مؤرخي العرب - (أرباب السيوف) من المماليك. وهنالك علامات أخرى نراها على الرنوك، منها: السبع والنسر وزهرة الزنبق والوردة والهلال وغيرها. وهذه العلامات إما شخصية كالسبع الذي يرى على نقود السلطان بيبرس البندقداري ومبانيه، أو علامات لم يمكن معرفة ما تدل عليه، لأن تراجم الأمراء المذكورين في الكتابات المرافقة لها غير مستوفاة، أو لا تشير إلى الوظائف التي كانوا يشغلونها قبيل ترقيتهم إلى درجات الأمراء.

وقد استطاع أخيراً الدكتور ماير أن يفسر إحدى هذه العلامات تفسيرا قريبا من المنطق، وهي على شكل قرن، وقال إنها تدل على القرن الذي كان يحفظ فيه البارود، وذلك لأن أول ظهورها كان في رنوك الثلث الأخير من القرن الخامس عشر الميلادي، أي عندما عم استعمال البارود في الأسلحة.

وللرنك أشكال مختلفة منها المربع والمدبب والذي يتألف محيطه من تقاطع عدة دوائر، ولكن أكثر هذه الأشكال انتشارا هو الذي يتكون من دائرة يقسمها خطان متوازيان إلى ثلاثة أقسام يسمى القسم الأوسط منها (الشطب). وتلون الرنوك بألوان مختلفة حسب ما يختاره صاحبها؛ وتظهر هذه الألوان في رونقها في الرنوك المرسومة على الزجاج والخزف والفسيفساء والرسوم الحائطية

ويقسم الدكتور ماير الرنوك إلى نوعين: رنوك بسيطة، ورنوك مركبة. فالرنوك البسيطة هي التي تحوي علامة أو أكثر على الشطب، أو على الرنك إذا لم يكن بوسطه شطب، وهي رنوك شخصية تدل على الوظيفة التي كان يشغلها حاملها قبل ترقيته إلى درجات

<<  <  ج:
ص:  >  >>