إن الكاتب الذي يرائي القراء ليس بأهل للحياة الأدبية، ومن الواجب أن نقول للقراء بصراحة إننا لا نستوحيهم ولا نستهديهم، حتى ننتظر ما يتفضلون به من حمد وثناء، وإن كان الحرص على منافعهم أول ما يشغلنا حين نمتشق القلم في سبيل الحق، وهل كان هوانا إلا فيضاً من هواهم، وإن غفل بعضهم عن حقائق ما نريد؟
وإذن فمن حق السيد ناصر الدين النشاشيبي أن يطمئن إلى أننا لن نخرج أبداً من الميدان الأدبي، ولن نأتمر أبداً بأوامر أهل الحقد والبغضاء
تهديد طريف
وبهذه المناسبة أذكر أن قارئاً لا أسميه هدد بالكتابة إلى الأستاذ الزيات ليبلغه آراء القراء في صاحب هذا الحديث!
وأقول إني تطوعت بتبليغ هذه الآراء إلى الأستاذ الزيات وإلى جميع القراء، فما الذي يراد من أمانتي أكثر من ذلك؟
أنا أشتهي أن أرى في الدنيا أقواماً يغضبون ويحقدون، فما تأخر الشرق إلا لعجزه عن الغضب والحقد، وهما من شواهد الحيوية في الغرائز والطباع
أغضبوا واحقدوا، ثم اغضبوا واحقدوا، غير باغين ولا عادين، وكونوا رجالاً يؤذيهم ما يكرهون فيثورون عليه ثورة الحليم العاقل الحصيف
اغضبوا واحقدوا، يا بني آدم من أهل مصر والشرق، ولا تنسوا أن الذي أملى عليكم دروس البغض والحقد هو الكاتب الذي يحبكم أصدق الحب: