كل صوت بعهد سلام وحماية من الخلفاء ليعقدوا المباريات مع فرسان الإسلام. وقد بلغت الفروسية العربية أسمى درجاتها وذروة ازدهارها في مملكة غرناطة التي تفيض تاريخها بأخبار السادة والأمجاد شهامتهم ووفائهم
فالألعاب الفروسية أصلها سباق الجريد المعروف عند العرب، والمبارزة، وما يتبعها من آداب اجتماعية، مثل تقديم المساعدة للمرأة والولد والشيخ العاجز، والوفاء بالوعد، والتجمل بمبادئ الرجولة، والمروءة، والكرم، كل أولئك أشياء معروفة عند العرب الذين كانت طبيعة بلادهم وحياتهم الاجتماعية في صحرائهم المترامية الأطراف وشدة عنايتهم بضروب الفروسية تحملهم على الاعتماد على السواعد المفتولة في بلوغ ما يصبون إليه من صفات الرجولة أكثر من اعتمادهم على شئ آخر. كما نقل الفرنج إلى بلادهم بعض المحصولات النباتية كالسمسم والمشمش والبطيخ والذرة والليمون والشمام والقطن والسكر.
هذا عدا أشياء وأمور وعادات شرقية كثيرة انتقلت إليهم عن طريق الأندلس وصقلية. كل ذلك يبرهن على مبلغ التأثير الكبير للحروب الصليبية في حياة الأمم الاجتماعية في الديار الغربية