أرى أن كلمة النفط عبرية الأصل، وتنطق في العبرية نفتً وقد وردت في التوراة في مواضع مختلفة بمعنى التقطير أو القطر أو القطرات، وهو المعنى الأصلي الذي أخذ منه اسم زيت البترول (نفت) لعلاقة التقطير أو القطر في كلٍ
ففي الآية الثالثة من الإصحاح الخامس من كتاب الأمثال (لأن شفتي المرأة الأجنبية تقطران عسلاً (نفت) وفمها أنعم من الزيت). وفي الآية الثالثة عشرة من الإصحاح الرابع والعشرين من الكتاب نفسه (يا بني كل عسلاً لأنه لذيذ وقطره (نفت) حلو في فمك)
وفي الآية الثالثة عشرة من المزمور التاسع عشر نجد (وأحلى من العسل وقطر (نفت) الشهد)
والأمثال والمزامير من أقدم كتب التوراة. ولا أذكر أنني عثرت في الأدب الجاهلي أو الإسلامي على كلمة نفط أو نفت فمن المرجح إذا أن تكون الكلمة عبرية الأصل دخلت إلى العربية بعد الفتح الإسلامي. هذا إلى أن كلمة (نفت) أو نفط مستعملة في الفارسية الحديثة والقديمة. وأذكر أنني قرأتها في الشهاهنامة الفارسية، وإن كنت لا أستطيع الآن وهنا أن أنص على موضعها لعدم المرجع
(بخت الرضا. سودان)
عبد العزيز عبد المجيد
في نقد الأصول
ذكرني الدكتور حسن عثمان في بحثه - نقد الأصول - الذي هو فصل من بحوثه القيمات التي ينشرها في (الرسالة الزهراء) تحت عنوان (كيف يكتب التاريخ) ذكرني ذلك بما كنت قرأته في ترجمة الخطيب البغدادي المؤرخ العظيم، فإنه لما رجع من مكة، إلى بغداد تقرب من رئيس الرؤساء أبي القاسم بن مسلمة وزير القائم بأمر الله، وكان قد أظهر بعض اليهود كتاباً وادعى انه كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بإسقاط الجزية عن أهل خيبر، وفيه شهادات الصحابة وأنه خط على رضى الله عنه؛ فعرضه رئيس الرؤساء على أبي بكر